مهداة إلى روح الشهيد فتحي الشقاقي (رحمه الله)
في الذكرى ال 20 لاغتياله في مالطا سنة 1995
_______________
سَرى قَلْبي بِلا قَدَمٍ وَساقِ *** إِلى الْأَقْصى وَتَحْناني بُراقي
وَقَبَّلَ صَخْرَةَ الْمِعْراجِ فَجْرًا *** وَكَمْ هَمَتِ الدُّموعُ لَدى الْعِناقِ
تَوَضَّأَ بِالْحَنينِ لَها وَصَلّى *** وَبَثَّ سُجودُهُ التُّرْبَ اشْتِياقي
وَأَنْشَدَ في رُبوعِ الْقُدْسِ شِعْرًا *** لِمَنْ قاسى تَباريحَ الْفِراقِ
وَحَيّى مَنْ يُرابط في رُباها *** وَمَنْ نَبَذوا بِها سُبُلَ الشِّقاقِ
عَلى دَرْبِ الشَّهادَةِ ما تَوانى *** عَنِ الْإِقْدامِ أَشْبالُ (الشِّقاقيْ)
فَهُمْ مَنْ فَجَّروا بُرْكانَ شَعْبٍ *** مِنَ الْأَغْلالِ يَرْنو لِانْعِتاقِ
وَكَمْ أَعْطَتْ بَني صُهْيونَ دَرْسًا *** سَرايا الْقُدْسِ في عَتْمِ الزِّقاقِ
وَكَمْ قالَتْ لَهُ: ارْحَلْ مِنْ رُبانا *** فَما لَكَ في بِلادي مِنْ خَلاقِ
وَدَعْكَ مِنَ الْأَساطيرِ الَّتي ما *** عَدَتْ مَحْضَ افْتِراءٍ وَاخْتِلاقِ
(ضِياءٌ) ضاءَ عَتْمَ اللَّيْلِ حَتّى *** ظَنَنْتُ الصُّبْحَ آذَنَ بِانْفِلاقِ
عَلى دَرْبِ الْجِهادِ مَضى بِحَزْمٍ *** وَلَمْ يُنْصِتْ لِطابورِ النِّفاقِ
فَفي دورا الْعَطاءُ بِلا حُدودٍ *** وَنَرْوي الْأَرْضَ بِالدَّمِ كَالسَّواقي
وَلا يَخْشى بَني صُهْيونَ شَعْبٌ *** شَديدُ الْبَأْسِ في يَوْمِ التَّلاقي
وَسَلَّ (مُهَنَّدٌ) سِكّينَ ثَأْرٍ *** لِنَحْرِ عُلوجِهِمْ مِثْلَ النِّياقِ
وَقالَ: ثَأَرْتُ لِلْأَحْبابِ مِنْهُمْ *** عَسى الْفِرْدَوْسُ تَجْمَعُ بي رِفاقي
دَعوا الْغِرْبانَ تَنْعِقُ وَاسْمَعوني *** فَقَدْ أَعْلَنْتُ مِنْ صَمْتي طَلاقي
إِذا شَدَتِ الْبَلابِلُ في صَباحٍ *** فَمَنْ ذا سَوْفَ يُنْصِتُ لِلنُّعاقِ؟
فِلَسْطينُ الَّتي نَهْوى جَميعًا *** دَعَتْ كُلَّ الْأَشاوِسِ لِلْوِفاقِ
فَرَصُّ صُفوفِ شَعْبي الْحُرِّ فَرْضٌ *** وَقَدْ بَلَغَتْ بِهِ الرّوحُ التَّراقيْ
جواد يونس