قَمَرٌ وَشَمْسٌ

أَدْرِكْ فُؤَادَكَ فَالْهُدَى شَيْءٌ سَنِي
إِنَّ الَّذِي مَلَكَ النُّهَى دَوْمًا غَنِي

دُنْيَا الْجَوَارِحِ كَاسِرَاتٌ لِلْفَتَى
إِلَّا الَّذِي لِشُرُوْرِهَا لَا يَنْحَنِي

نَظِّفْ مَرَايَا الْقَلْبِ مِنْ صَدَأَ الْهَوَى
تَجِدِ الْحَيَاةَ تَجُوْدُ فِي عَيْشٍ هَنِي

وَالسَّمْعُ وَالْأَبْصَارُ كَالنَّحْلِ الذَّكِي
عِنْدَ الْحَكِيْمِ عَنِ الطَّهَارَةِ لَا تَنِي

إِنَّ الْفَضَائِلَ كَالنَّسِيْمِ بِرَوْضةٍ
مَا لَامَسَتْ كَفَّاهُ مِنْ شَيْءٍ دَنِي

ذَاكَ اللَّبِيْبُ غَدَا سِرَاجًا فِي الدُّنَا
أَسَمِعْتَهُ قَدْ قَالَ يَوْمًا لَيْتَنِي

ذَاكَ الْجِهَادُ بِهِ تُسَاسُ جَوَارِحٌ
فَإِذَا النُّفُوْسُ مِنَ الضَّمَائِرِ تَجْتَنِي

أَوَ لَمْ تَرَ الْأَنْوَارَ فِي خَلَلِ الدُّجَى
شَقَّتْ عَبَاءَتَهُ هُدًى لا يَنْثَنِي

يَا ثَوْرَةَ الْأَنْوَارِ بَلَّغَكِ الْمُنَى
فِي بَاطِنٍ وَلِظَاهِرٍ مَنْ عَزَّنِي

وَاللّٰهُ يَرْفَعُ شَأْنَ كُلِّ فَضِيْلَةٍ
وَلِشَانِئٍ بِخَسَائرٍ حَتْمًا مُنِي

إِنَّ الزَّخَارِفَ فِي الْحَيَاةِ كَثِيْرَةٌ
شُحُّ النُّفُوْسِ يَزِيْدُ مِنْ بَطَرِ الْغَنِي

مَنْ يَرْضَ مَا قَسَمَ الْإِلهُ مَحَبَّةً
قَمَرٌ وَشَمْسٌ فِي يَمِيْنٍ لِلْهَنِي

حسن علي محمود الكوفحي