قصيدة

عَينَاكِ سِحْرٌ ، بِهِا الأَقْمَارُ تَرْتَسِمُ
وَ اللَّحظُ يا نغمًا مَا بَعْــدَهُ نَغَــــمُ
********
أَغْفُو عَلَى نَسْـمَةٍ فِي حُضْنِ رَابِيَةٍ
وَ الشَّمْسُ رَمْشٌ لَهَا زَهْوٌ بِها حُلمُ
********
كَانَتْ تُحَـاوِرُ فِي أَسْــرَارِهَا أَلَمي
وَ الخَطْبُ مِنْ حَولِهَا أَخْبَارُهَا أَلَمُ
********
أَمْسَى الفَوَارِسُ فِي البَيدَاءِ دَأبُهُمُ
تَرْكُ النِّزَالِ فَلَا سَاحٌ وَ مُحْتَــدَمُ
********
وَ الأَبْجَرُ الآنَ فِي سُكْرٍ وَ مُرْتَجَفٍ
مَا عَادَ عَنْـتَرَةٌ يَزْهُــو وَ لا كَـــرَمُ
*******
خِزْيٌ مِنَ الصَّمْتِ فِي أَوْكَارِ ذِلَّتِهِمْ
رَايَاتُ عِـــزٍّ هَوَتْ قَدْ هَدَّهَا السَّقَمُ
********
هَارُونُ كَانَ رَشِــيداً حَازِماً بَطَلاً
هَلْ فِي زَمَانِي رَشِيدٌ عَادِلٌ حَكَمُ
********
ضُرُوبُ حِقْدٍ أَشَاعُوهَا عَلَى وَطَنِي
وَ خَطَّطُــوا ، ظَنُّهُمْ لا بُــدَّ نَنْقَسِمُ
********
وَ رَاعَنَا غَـدْرُ أَهْلِيْنَا وَ حِقْدُهُــمُ
خِيَانَةٌ مِنْ جِدَارِ البَيْتِ وَيلَهُمُ
********
يَا أَهْلَنَا هَلْ رَضِينَا الذُّلَّ مِنْ عَجَمٍ
إِنْ مَالَتِ الشَّمْسُ بِالأَجْرَامِ تَرْتَطِمُ
********
صَمْتٌ عَلَى صَهَـــوَاتِ الخَيــْلِ يَلجُمُهَا
وَ السَّيفُ فِي غِمْدِهِ -يَا حَيْفُ -يَلْتَحِمُ
********
مِنْ بَعْدُ لا أَرْتَجِي عَينَيْكِ بَاصِرَتِي
وَ الشِّعْرَ أَنْسَى فَلا حَرْفٌ وَ لَا قَلَمُ
********
وَ العَينُ تَبْكِي فَلَا كَحْلٌ يُزَيِّنُهَا
وَ الدَّمْعُ نَهْرٌ فَهَلْ لِلْغَرْبِ نَنْهَزِمُ
********
قَدْ كَانَ وَهْمٌ وَعَينَاكِ الَّتِي غَدَرَتْ
سَـهْمٌ وَ سُــمٌّ هِيَ الأَحْدَاقُ تَنْتَقِمُ
********
يَا جَارَةَ القَلْبِ هَل فِـي القَلْبِ مُتَّسَعٌ
أَمْ يَطْعَنُ القَلْبَ خَفْــقٌ غَادِرٌ وَ دَمُ
********
ذَكَرْتُ قَيْساً وَلَيْلاهُ وقَـدْ نَــدِمَا
فَالْعِشْقُ وَهْمٌ وَ فِي قَلْبِيهِمَا وَرَمُ
********
أَنَا الأَبِيُّ وَ لِي فِي لَحْظِهَا عَبَقٌ
كَاليَاسَمِينِ ، أَيُصْغِيْ مَنْ بِهِ صَمَمُ ؟
********
هَذِي حُرُوفِي وَ لِلأَعْمَى بِهَا بَصَرٌ
كَأَنَّهَا مِنْ نُجُـومِ اللَّيــْلِ تَرْتَسِـمُ
********
هذِي العُيُــونُ لَهَا أَسْــرَارُ أَعْرِفُهَا
فَكَيفَ بِالحُزْنِ، أَيُّ السِّرِّ يُكْتَتَمُ
********
قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى مَجْدٌ يُزَيِّنُنَا
نُتَوِّجُ الهَامَ عِزّاً تَحْتَفِي الأُمَمُ
********
وَ قُلْتِ يَا شَاعِرِي كَالنَّسْرِ أَنْتَ وَ قَدْ
رَمَقْتَنِي بِلِحَــاظٍ كُلُّهَــا شَــــمَمُ
********
عَينَايَ فِي وَطَنِي نَجْمَانِ مِنْ أَلَقٍ
وَ بِالشَّغَافِ وَ خَفْقِ القَلْبِ أَخْتَتِـمُ
********
شعر:محمد سعيد العتيق