من قصيدة “ض” للشاعر محمد ملوك

يا كم تَغَيَّرت اللغاتُ!
وهذهِ -في ذروةِ المعنَى-
بلا تغييرِ

قِدَمَ الزمانِ
وما تزالُ جديدةً
تجتازُهُ بربيعِها الأسطوريْ

إن يَعجبِ التاريخُ من ‘أفعالِها’
فمجازُها من نَرجسٍ مسحورِ

أَبْدَت دَلالاتٍ وأَخفَت غيرَها
وتَعَلَّلَت لبراعمٍ بجذورِ

ورأت لـ’فاعِلها’ العُلُوَّ
فقامَ لم يأبَهْ لتقديمٍ
ولا تأخيرِ

كلماتُها مُصطَفَّةً ذهبيةٌ
ونقاطُها كاللؤلؤِ المنثورِ

كالظُّهرِ في ليلٍ
كأنَّ نجومَهُ للتوِّ خارجةٌ من التنورِ

حيثُ ”الثُّريا” حيثُ رُمتُ
و”مَنكِبُ الجوزاءِ” أدنى من هواءِ زفيري

خلفَ النُّحاةِ مشيتُ في فردوسِها
ومع البلاغيينَ طالَ مسيري

صاحبتُ من أصحابِها حكماءهم
والمرء لا ينبيهِ مثلُ خبيرِ

من هؤلاءِ قَبَستُ -لا مِن غيرِهم-
فإذا نطقتُ فهم فمي وضميري

محمد ملوك