في ذكرى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، قصيدتي المتواضعة….
هـلْ حـازَ مدحَـكَ قبلـيَ الشُـعَراءُ
أمْ فــازَ مِنــكَ بمــا رَآه حِــراءُ
فـاءَ الجميـعُ لظـلِ دَوْحَــتكَ التـي
فــي ظِلــها تَـتَـفـــيــأُ الأفيــــاءُ
وتسابقـوا نحـوَ الضِياءِ كما سعتْ
هذي النجــومُ اليــكَ والجَـــوْزاءُ
وتقاسموا فــي نورِ وَجهكَ حظَهم
شـوقـي أجــادَ وبـردةٌ عَصْمـاءُ
حَـتـى أتـيتـكَ استظــلُ قَصيدتــي
هـذانِ حُــبٌ قــادنـي وَرَجـــاءُ
أني لأسعى أن أكـون مــن الذيـــ
ن نجت بهم في آيها “الشعراءُ”
ومؤملا حوض النبي وفـي فمـي
منـــه علــي ســحائــب ورَواءُ
إن فاتني شـرف الصحابة فليكن
فـي مـدح أحمـد رفعــة وبقــاءُ
أنا فـي الذيــن وعـدتهم بمـحبة
أن الجنـان لمــن أحـــب لقــاءُ
يمنـاك خيـر خالص وسـماحة
كـلتــا يـديــك نـعمـةٌ وســخاءُ
أنت النبـي الهاشمي المصطفى
خيــرٌ هــداهُ ورحمـةٌ وشِــــفاءُ
لما اصطفـاه الـلـه ألقت وحيـها
فـي قلبـه تحـت السمـاءِ سمــاءُ
ومضى على درب الرسالة شاهدا
بـالحق تـتـبع نـهـجـه الشــهداءُ
يمشي الهوينى في سماحة نفسه
أيــك يـفــيء لظـلــه الـفـقــراءُ
يا خاتم الرسل الكرام تحية
مني إليك وقربة ووفاءٌ
إني أراك وكل لحظ جنة
آوي إليها والسنون بلاءُ
فأظل أرقى في رضاك محبة
وتظل تحيا في دمي أنداءُ
أنا في ضمير المؤمنين بربهم
أمل وحب خالص ودعاءُ
وفم تعطره الصلاة كأنه
من طيب ذكرك جنة غناءُ
يشدو بها طير ويهتف خافق
شوقا تردد شوقه ورقاءُ
أن كان في اسمي قربة ومحبة
يا مصطفى لو تنفع الأسماءُ
لكنني متعلل مــن علتـــي
ولعلها في الضارعين دواءُ
هل أنجب التاريخ مثل محمد
هذا الذي فخرت به الصحراءُ
والله أعلم أين يجعل دينه
وبأي قلب تزهر الآلاءُ
وبأي نفس للهداية تترجى
نفس النبي وكفه البيضاءُ
معه الصحابة ركعا أو سجدا
غيظ العــدو وأخوةٌ رُحماءُ
ورث الصحابة نهجه وعدالة
طبعت عليـها بعـده الخــلفاءُ
ومع النبوة كان صانعَ أمة
من علمه تتناسل ُالعلماءُ
حكم المدينةَ بالصحيفةِ مرسيا
علمَ السياســةِ أيُّـها الفقهـاءُ
اقرأ وصار الكون مدرسة لنا
فــي العالمـين وأقبـلَ القراءُ
من يوم بدر والخيول تعلمت
أن السمــاءَ أعنــةٌ زرقــاءُ
والسيف سيف الله لا جور به
فــي حــده للظالمين جزاءُ
أنت النصيرُ وكلُّ نصرٍ عزةٌ
تحيي النفوس وللصدور شفاء
واليوم أولى القبلتين أسيرةٌ
وتجبرت في شامنا الأعداء
القدس تنزف والعراق مَهيضةٌ
وجميعنا ياــ ســيدي أشـلاءُ
أمتمم الأخلاق تعلم ما جرى
لا حكـمـة ترجــى ولا حكـمـاءُ
مرقوا من الدين الحنيف غواية
وتقاسمت أحلامنا الأهواءُ
وعدى على ذكر النبي حماقة
كلب الفرنجة وادعى السفهاءُ
شئت الهداية للجميع محبة
لكنهم يا سيدي ما شاءوا
أفصيحة هذي القصيدة يا ترى
أم أنها من عجزها عجماءُ
أرقى بها درجا طويلا طالما
صعدت به في مدحك الفصحاءُ
إني لأخجل أن أسمى شاعرا
إن لم أكن في الشعر كيف تشاءُ
فأظل في مدح النبي محلقا
فأنا وشعري هاهنا استثناءُ
سأذود عن عرض النبي وانني
مـن بعـد إذنك للـعدا هَـجَّاءُ
إن كان كعب قد أتاك بتوبة
أأنا وكعبٌ في الذنوبِ سواءُ
كعب بعفوك قد مضى مستبشرا
وعليه عهدك بردة وسخاءُ
فأنا المؤملُ أن أعودُ بمثلها
عن ماءِ حوضِك أيها المعطاءُ
ولقد بدأت قصيدتي لك مادحاً
من شوق قلبي يا نبي ُّ نداءُ
حتى انتهيت وكل بيت عَبْرَةٌ
حــرى وقلـبٌ نازفٌ وبكـاءُ
فبك استجارتُ يا نبيُّ قصيدتي
وأنا استجرت ُفمن سواكَ عزاءُ
مصطفى صدقي الضراغمة.