(أكتوبرُ) الطوفانِ
ذكرى عزِّنا ✌
عامٌ به تتفاخرُ الأعوامُ
إذ خطّهُ بسلاحِه القسّامُ
قد كانت الأعوامُ قَفرًا قبلَه
حتى روتها بالجهادِ غمامٌ
كتبت يدُ التاريخِ سِفرَ بطولةٍ
وجنودُها شمُّ الأنوفِ كرامُ
في غزّةٍ حيثُ الصمودُ شعارُها
ما قد رأت بصمودِها الأيّامُ
صبرُوا على مُرِّ الحصارِ وجوعِه
وعلى احتلالٍ طبعُه الإجرامُ
ومضَوا على دربِ الكرامةِ والإبا
كي لا يُدنِّسَ قُدسَنا حاخامُ
وتفجّرَ الطوفانُ منها هادرًا
وبكفِّه سيفُ الرّدى وحسامُ
قد مرَّ عامٌ بالمفاخرِ مفعَمٌ
فاشمَخْ بما حقّقتَهُ يا عامُ !
(أكتوبرُ) الطوفانِ ذكرى عزِّنا
حتى وإن كانت بها آلامُ
لكنها كسرَت غرورَ كِيانِهم
وتحطّمت في رأسِه الأوهامُ
قد كان يطمعُ بالتوسُّعِ حالمًا
فغدت له كابوسًا الأحلامُ
إذ غزّةٌ وقفت له عملاقةً
وتصاغرت لِنعالِها الأقزامُ
دولٌ تهابُ كِيانَهم مذعورةً
وكأنّها لِكلابِه أغنامُ
لكنّهُ في وجهِ غزّةَ أرنبٌ
لو لم يُسانِدْ جيشَهُ الظُلّامُ
لو أنّهم لم يُنقذوهُ بجندِهم
لَرأيتَ كيف يكونُ الاستسلامُ
اللهُ أكبرُ ،غزّةُ انتصرت، فقد
صمدت ، ونارُ المعتدين ضِرامُ
قد صُبّت الألغامُ صبًّا فوقها
لكنّها لم تُثنِها الألغامُ
بل واصلت لليومِ حربَ كِيانِهم
بل إنها موتٌ له وحِمامُ
وقفت بوجهِ تحالفٍ مُتصَهينٍ
وعَدوُّهُ في حربِهِ الإسلامُ
يا خيبةَ الخونِ الذين تآمرُوا
معهُ ، وهم لِرُكوبِه أنعامُ
من سِفْلَةِ الأعرابِ ، يا تبًّا لها
إذ في رقابِهمُ لديهِ زِمامُ
هم ينظرون إلى المجازرِ دونما
همسٍ لهم ، وكأنّهم أصنامُ
كم من نساءٍ تستغيثُ بحاكمٍ
لكن تجاهلَ صوتَها حُكّامُ
كم يصرخُ الأقصى الأسيرُ مُناديًا
لكنّما هم في الخدورِ نيامُ
هم داءُ أمّتِنا ، وهم أورامُها
فمتى تُزالُ بخُبثِها الأورامُ !
في غزّةَ ، الشهداءُ خطُّوا دربَنا
وشعارُهم يومَ الوغى الإقدامُ
ودِماؤهم نورٌ يُضيءُ طريقَنا
وهمُ لنا في الخالدينَ إمامُ
والمجدُ للأسرى فهم قاداتُنا
و الكلُّ منهم فارسٌ ضرغامُ
وكذلك الجرحى وقد نزفوا دمًا
من كفِّهم لم تسقطِ الأعلامُ
والعِزُّ للشّعبِ الذي أبطالُهُ
رمحٌ بقلبِ المعتدي و سهامُ
يا أيُّها الشعبُ العظيمُ مكانةً
أنتم على مرّ الزمانِ عِظامُ
لكن معَ الطوفانِ قد زدتم سنًا
و لكم بأعلى الخافقَينِ مقامُ
جدّدتمُ روحَ الجهادِ وإنّه
في شرعِ الاِسلامِ العظيمِ سَنامُ
طوفانُ الَاقصى غيّرَ التاريخَ إذ
قد سطّرت أمجادَهُ الأقلامُ
ورجالُهُ حكمُوا على أعدائِنا
والحكمُ في أعدائِنا الإعدامُ
والحربُ لو دامت سِجالًا بيننا
فالنصرُ للإسلامِ فيهِ خِتامُ
✍ شعر
عواد المهداوي
7/10/2024