مَنْ عَاشَ بِالإيمَانِ
———————-
مَن عَاشَ بِالإيمَانِ يَخدِمُ دِينَهُ
سَتَرَاهُ فِي الدُّنيَا يَعِيْشُ كَبِيرَا
يَمْشِيْ عَلَىٰ حُمَمِ الشَّدَائدِ شَامِخَاً
حَتَّىٰ ولَوْ صَبَّتْ عَلِيْهِ سَعِيرَا
للَّـٰهِ يَسَعَىٰ واليَّقِيْنُ خَلِيْلُهُ
رَجُلاً بِدَربِ الأوَّلَيْنَ خَبِيْرَا
لا يرتَضِيْ مَا عَاشَ دَربَ مَهَانَةٍ
مَن عَاشَ للدُّنيَا يَعِيْشُ صَغِيَرَا
مَا هَابَ أسيْافَ الرَّدَىٰ وصَلِيْلَهَا
مَا هَابَ يَومَاً طَاغِيَاً ، وأمِيْرَا
يَسعَىٰ إلَىٰ قِمَمِ المَعَالِي عَزمُهُ
يَبنِيْ عَلَيْهَا للإبَاءِ قُصُورَا
مُستَمسِكَاً بِعُرَىٰ البُطُولَةِ والفِدَا
مَا عَاشَ يَومَاً للطُّغَاةِ ظَهِيرَا
ويَعيْشُ مَا عَاشَ الحَيَاةَ لِرَبِهِ
لِلحَقِّ يَدعُو مُخلِصَاً وصَبُورَا
أخلاقُهُ الإحسَانُ طَابَ ثِمَارُهَا
تُهْدِيْ البَرِيَّةَ رَحمَةً وعَبِيْرَا
نَبَعَتْ بِعَذبٍ مِن مَعِيْنِ مُحَمَّدٍ
يَسقِيْ الوِدَادَ ويَجبُرُ المَكْسُورَا
يَكْسُو الخَلائِقَ مِنْ بَهِيْجِ سَمَاحَةٍ
يَحْيَا بِحَقٍّ للضَّعِيْفِ نَصِيْرَا
ويَعِيْشُ والقُرآنُ قَائِدُ خَطوِهِ
للحَقِّ يَدعُو طَيِّبَاً وجَسُورَا
أمَلاً يَشُقُ مِنَ الجَهَالَةَ حِلمَهُ
يَحيَا بِهِ بَيْنَ الوَرىٰ مَنصُورَاً
ويَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ يَنبُضُ عِزَّةً
سَطَعَتْ عَلَيْهِ مَهَابَةً وسُرُورَا
ويَفُوزُ فِيْ يَومِ القِيَامَةِ بِالرَّضَا
يَجْزِيْهِ رَبِّيْ جَنَّةً وَحَرِيْرَا
يُجزَىٰ من المَولَىٰ الكَرِيْمِ بِصُحبَةٍ
لِنَبِيِّنَا زَفَّتْ إلَيْهِ حُبُورَا
وبِرُؤيَةِ الرَّحمَـٰنِ يَظفُرُ مُشرِقَاً
يَا سعدَهُ! .. لا حَاجَبَاً وسُتُورَا
يَا سَعدَ مَن يَحظَىٰ بِرُؤيَةِ رَبِّنَا
يَحظَىٰ بِأسَمَىٰ نِعمَةٍ مَسرُورَا
مَن عَاشَ بِالإيمَانِ شَيَّدَ مَجدَهُ
خُلُقَاً يَفِيْضُ عَلَىٰ البَرِيَّةِ نُورَا
يَحيَا بِصَرحِ كَرَامَةٍ وسَعَادَةٍ
ومُبَّجَلاً عِندَ والورَىٰ وأثِيْرَا
مَن عَاشَ لِلرَّحمَـٰنِ فِيْ الدُّنيَا اهْتدَىٰ
لِلخَيْرِ والإحسَانِ أنقَىٰ ضَمَيْرَا
——————————–
شعر / عبد الحافظ السيد