مَنْ يَغضَبُ؟!
—————-
قَصَفُوْا شَهَامَتَنَا بِصَمْتِ فِعَالِنَا
قَصَفُوْا المَبَادِئَ مَنْ جَسُورٌ يَغضَبُ؟
قَصَفُوْا البَرَاءَةَ والطُّفُوْلَةَ..مَنْ يَرَىٰ؟!
مَاتَ الرَّضِيْعُ بِنَار حِقدٍ تَلهَبُ
قَصَفُوْا المَسَاجِدَ واستَحَلُّوْا عِرضَنَا
والمُسلِمُونَ جِهَادُهُمْ أنْ يَشجُبُوْا!
السَّيْفُ أبْكَمُ لا صَريْرَ لِعَزْمِنَا
والصَّمْتُ هَيْمَنَ والكِفَاحُ مُغَيَّبُ
والحَقُّ يُرمَىٰ بِالجُحُوْدُ مُكَبَّلٌ
والحُرُّ يُنفَىٰ ، والأمِيْنُ مُكَذَّبُ
حُرُمَاتُنَـا ثَكْلَىٰ تَنُوحُ بِحُرقَةٍ
وانْظُرْ لغَزَّةَ..تُسْتَبَاحُ وتُنْهَبُ
فَسَمَاؤهَا حُمَمّ تَسُوْقُ لَهَا الرَّدَىٰ
والأرضُ مَوتٌ باللظَىٰ تَتَجَلبَبُ
أطَفَالُ غَزَّةَ تَرتَدِيْ أكْفَانَهَا
والمُسلِمُونَ لَهُمْ فُؤَادٌ أخْشَبُ
وابْنُ العُرُوْبَةِ فِيْ سُبَاتٍ حَاكِمٍ
يَا للأسَىٰ فِي جُبْنِهِ يَتَقَلَبُ
العَجزُ قَيَّدَ عَزمَنَا لا يَستَحِيْ
أيْنَ النَّجَاةُ وأيْنَ أيْنَ المَهْرَبُ؟!
والقَهرُ يَلطُمُ هَامَنَا ويَدُوسُهَا
تَارِيْخُنَا مِنْ حَالِنَا يَتَعَجَّبُ
يَا قَومِ هُبُّوْا ؛ فَالمَآسِيْ جَمَّةٌ
فَهُنَا المَجَازِرُ كُلُّ يَوْمٍ تُنْصَبُ
الجُبْنُ حَتْفٌ والخَنَاعَةُ قَبْرُنَا
خَسِرَ الذِيْ لِعَدِوِّنَا يَتَهَيَّبُ
شَمسُ الحَضَارَةِ أشرَقَتْ مِن بَأسِنَا
لَكِنْ بِعَجزِ بَنِي العُرُوبَةِ تَغرُبُ
لِلَّـٰهِ نَشكُوْ الخَائِنِيْن ومَنْ بَغَوَا
والصَّامِتِينَ وكُلُّ مَنْ يَتَهَرَّبُ
فَانصُر عِبَادِكَ يَاإلَـٰهِيْ ، وكَنْ لنَا
عَونَاً فَحَتمَاً مَنْ أعَنتَ الأغلَبُ
مَنْ يَنصُرِ الرَّحمَـٰنَ فَازَ بِنَصرِهِ
ويَعِشْ عِزِيْزَاً فِيْ الحَيَاةِ مُهَيَّبُ
والعَبدُ إنْ بَاعَ الحَيَاةَ لِرَبِهِ
فَالنَّصرُ مِنهُ بِلا مِرَاءٍ أقرَبُ
ويَفُوزُ بِالفِردَوسِ أعظَمَ نِعمَةٍ
فِيْهَا النَّعِيْمُ ، وكَلُّ سَعدٍ يُرغَبُ
يَحظَىٰ بِرُؤيَةِ وَجهِ رَبَّي مُشرِقَاً
وبِصُحبَةِ المُختَارِ طَابَ المأرَبُ
——————————–
شعـر/ عبد الحافظ السيد
( #أشعار_عبدالحافظ_السيد )