جَدِّدْ حَيَاتَكَ هَا أَتَى رَمَضَانُ
وَجَمِيْعُنَا لِلِقَائِهِ ظَمْآنُ

شَمِّرْ لِجِدٍّ سَاعِدًا مُتَوَضِّئًا
دَرْبُ السَّعَادَةِ أَمَّهُ الشُّجْعَانُ

إِيَّاكَ مِنْ كَسَلٍ إِزَاءَ جَنَابِهِ
لَا رِفْقَةٌ تُغْنِي وَلَا نِسْوَانُ

شَهْرٌ يَمُرُّ كَنَسْمَةٍ فِي حَرَّةٍ
زَمَنٌ كَوَمْضٍ أَيُّهَا الْوَلْهَانُ

عَمِّرْ دَقَائِقَهُ بِكُلِّ جَمِيْلَةٍ
مَلِكُ الشُّهُوْرِ رَبِيْعُهُ الْإِحْسَانُ

وَبِهِ تَجَلَّى الْإِنْسِجَامُ كَآيَةٍ
مِنْ ذَرَّةٍ فِي ذَرَّةٍ أَكْوَانُ

لَا شَيْءَ يُظْهِرُ لِلْأَنَاسِي جَوْهَرًا
إِلَّا الصِّيَامُ وَأَنَّنَا إِخْوَانُ

شَهْرٌ يَتِيْهُ عَلَى الشُّهُوْرِ مَكَانَةً
صُوَّامُهُ بُشْرَاهُمُ رَيَّانُ

كُلُّ الْفَوَارِقِ فِيْهِ ذَلَّلَهَا النَّدَى
دِيْنٌ عَظِيْمٌ شَرْعُهُ اطْمِئْنَانُ

لَا لِلتُّرَابِ وَأَلْفُ لَا لِعَذَابِهِ
وَطَنُ الْمُقَامَةِ دَائِمًا قُرْآنُ

شَهْرُ الْجِهَادِ “بِغَزَّةٍ” أَعْلَامُهُ
رُغْمَ الْمُصَابِ جِهَادُهُمْ فُرْقَانُ

فَرَحٌ تَسَرْبَلَ بِالدِّمَاءِ مُجَنْدَلًا
صُمٌّ وَبُكْمٌ حَوْلَهُ عُمْيَانُ

فَاقَ الْقَرِيْبُ عَدُوَّهُ بِنَذَالَةٍ
وَسْطَ الدَّمَارِ يَزُوْرُنَا رَمَضَانُ

 حسن علي محمود الكوفحي