شوقي إليه

شوقٌ إلى شهْر الصيامِ أتاني
والشَّوقُ يعلو مهْجتي وكياني

شهرٌ أتانا بعد طول تَشَوُّقٍ
للنَّفْسِ فيه صبابةٌ وأماني

ولقد تبارى وصفه كمْ شاعرٍ
وأنا الذي وصَّفْته ببياني

للصَّومِ في شرعِ الإله مكانةٌ
مذْكورةٌ في محكم ِ التِّبْيانِ

فيه الصيامُ إلى الأنام طهارةٌ
تلك المكانة صغْتها ببناني

هو للنّفوس كمالها ونقاؤها
هو نفْحةٌ فاضتْ من الرحمنِ

يعْطي به للصَّائمين جزاءهمْ
عفْواً ومغفرةً وخيرَ جنانِ

ٌربٌّ كريمٌ في جميل عطائه
نعمَ العطاء لواهبٍ منَّانِ

شهْرٌ أتى متفرِّداً عنْ غيره
باليمْنِ والبركاتِ والإحسانِ

يا نفْسُ عيشي في رحابِ صيامه
بالذِّكْرِ والطَّاعات ِ والقرآنِ

لكنَّ أمْراً قد أتى لديارنا
فغدا الجميع من العناء يعاني

فُرِضَ الحصار على صغار بلادنا
بالحقْدِ والعدْوانِ والطغْيانِ

ما عاد للشَّهْر الكريمِ سعادةٌ
مثْل التي في سالف الأزمانِ

زادت على تلك المآسي حرقتي
يا ليت غوْثاً كان بالإمْكانِ

عبدالعزيز أبو خليل