سَرابيّات

أطلقـتُ في أفـقِ الرّحيــلِ شراعـا
وخطَطْتُ في سِفْـرِ الفِراقِ وداعــا

وصنـعــتُ من زمني قلادةَ أدهـــرٍ
لفــّت على جيـــدِ الوئامِ ذراعـــــا

ذابت عُرى الأحلامِ في دربي الذي
ضيّعـتُ فيــه مع الحيــاةِ صُواعــا

وحثـَوتُ من تربِ التنــائي حفنــةً
قد أمطرت فوق الغصونِ ضيـاعــا

بعضُ المعـادنِ كـم يخادعُ وهجُهـا
إذمـــا تـراءى وامـضـًـا لمـّـاعـــــــا

فيكِلُّ طرفُك في صِحـافِ بريقــِـهِ
وتبيــتُ تأبـى للعقـولِ سمــاعـــــا

وتذوبُ روحُكَ في سرابِ دروبـِـهِ
وتفيضُ نفسُكَ بالخطوبِ صِراعــا

ضربٌ من السّحـرِ الخفيِّ وميضـُهُ
وصداه سـهمٌ يخــرقُ الأضلاعــــا

تجـري … وتجري لاهثًا من خلفِهِ
يبنـي بشـاطئِ مقلتيـــكَ قلاعــــا

وإذا عطشـتَ ظنَنْـتَ ماءك قربــَهُ
يسقيـكَ من بعضِ الرّمـالِ متاعــا

وكنـافـخِ الكيــرِ الذي في قربـــِـهِ
يُهديـك من ريـحِ الجـوى أوجاعـا

وتلـومُ نفسَـك إذ تبعــتَ سـرابــَـهُ
وحصدتَ في دربِ اللّهاثِ صُداعا

تبــًّـا لمهجتــِـكَ التي علقـــَتْ بــِهِ
لتراه في سـوقِ النّخـاســةِ باعـــا

وتعـودُ من عَـرْكِ الحيـاةِ محطّمـًـا
يكفيـكَ في ساحِ الخـداعِ قِراعــا

يكفـيــــك بـرقٌ خـُلـــَّـبٌ ومُضَلِّلٌ
يُهديــكَ من نسجِ الظّلامِ قِنـاعــا

ريما البرغوثي