• Visit Dar-us-Salam.com for all your Islamic shopping needs!
أضف تعليقك

 لغة السياسي ولغة الواعظ
د. صالح نصيرات
بداية أود التنبيه على أمر مهم جدا وهو أن القصد من هذه المقالة علمي بحت ولا علاقة له بأحد على وجه التعيين.
اللغة أداة تواصل كما أنها وسيط التفكير وليست مجرد أصوات أو كلمات. وللحقيقة فإن البحث العلمي في اللغة أدى إلى الكثير من النقاش حول دور اللغة في بناء تصورات الفرد حول عالمه أو إنشاء عالمه الذي يريد، وكيف تستطيع اللغة فرض قواعدها على المتحدث والسامع.
ولأن اللغة أداة تواصل فإن المتحدث  يحتاج إلى معرفة أمور عدة تتعلق بحال المخاطَبين وتوقعاتهم من المتحدث. فمن يذهب إلى المسجد أو أي دار عبادة، فإنه يتوقع لغة: مفردات وعبارات وأساليب بيان تختلف عن الذي يذهب لحضور لقاء جماهيري مع سياسي أو حوار تفاوضي بين سياسيين.
فالواعظ في المسجد يتوسل بأساليب إقناع تتمثل في سرد القصص خصوصا القصص التي تحوي مبالغات ومُثُلٍ وقيم معينة والاستشهادات من مصادر المعرفة الأساسية للدين من قرآن وسنّة ومقولات العلماء. في حين أن السياسي يستخدم لغة أخرى  لتحقيق هدف يتمثل في إقناع المخاطبين ببرنامج انتخابي أو جرد حساب لما تم إنجازه أو حديث عن الواقع والمستقبل.
ويقع اللبس عندما يستخدم السياسي لغة الواعظ والواعظ لغة السياسي دون الشعور بضرورة التمييز بين أدوات الخطاب وأساليبه في الحالتين. فكل فريق تم تدريبه وتعليمه بطريقة تختلف عن الآخر.
وبما أن الوعظ مهمته إذكاء شعور المستمعين وشحنهم عاطفيا من خلال اسلوبي الترهيب والترغيب، فإن لغته تميل عادة إلى استخدام مفردات ذات حمولة عاطفية لتحقيق الهدف المنشود. وهذا الأمر لا يتأتى إلا باستخدام لغة القطعيات واليقينيات وعدم استخدام لغة نسبية يمكن أن تكون مفتوحة على تفسيرات وتأويلات مختلفة. كما أن لغة الواعظ تميل إلى أسلوب "الفرض" لذلك نجده يستخدم  عبارات مثل
"علينا أن نفعل كذا وكذا ونتجنب كذا وكذا" ولغة التقريع أحيانا  " إننا لانجد من يقوم بأداء الفرائض والواجبات المطلوبة"  ومنها أيضا لغة التهديد والوعيد "فإن لم تفعلوا كذا فسيصيبكم كذا.." ولذلك نجد كثيرا من المستمعين يضيقون ذرعا بهذا النوع من الخطاب، وينتظرون اللحظة التي ينزل فيها الخطيب عن منبره أو الواعظ عن كرسيّه. على أن العامة –عموما- يجدون لذة في الاستماع إلى الخطباء المفضلين لديهم، ولو أنهم لا يفعلون إلا القليل مما طلب منهم. والوعاظ يميلون عادة إلى رفع الصوت وتلوينه  وتنوع في طبقات النبر والتنغيم.
أما لغة السياسي فهي لغة تحتلف تماما ويجب أن تختلف عن لغة الواعظ، وإلا وقع السياسي في مشكلة الإلزام الذاتي بما لا يستطيع تنفيذه من وعود وعهود. وبما أن السياسة فن الممكن، فإن السياسي الماهر يستخدم لغة نسبية، ويكثر من استخدام الاستثناء وكذلك أفعال المقاربة والشك. كما أن استخدام أفعال الشرط وأدواته مهمة للسياسي.
ويستخدم السياسي – عادة- لغة فيها الكثير مما يسميه علماء الخطاب "الكلام المتناقض". أي أنه قد يقنعك بمايريد ثم يستطيع نقض ذلك الكلام حسب حاجته.  كما أنه يستخدم لغة المراوغة  من خلال المجازات والاستعارات التي يمكن أن تحتمل أكثر من تفسير وتأويل.
المهم هو أن ندرك أن من يتصدى للعمل السياسي والحوار والتفاوض يحتاج إلى أكثر من قناعاته الشخصية أوعقيدته السياسية عند الحديث للجماهير، بل لابد من معرفة ودربة لا ستخدام أساليب الخطاب المختلفة حتى لايقع أسيرا لكلام قد يعود عليه بالضرر.

أضف تعليقك

المرأة المسترجلة: اختزال  الهوية  في البيولوجيا
يبدو أن عقدة الذكورة قد أخذت الكثير من المرأة في العصر الحديث، حتى صار الذكر نقيضا لوجود تلك المرأة كما تزعم أدبيات النسويات ومن يناصرهن من الرجال. وللحقيقة أن فرويد قد تحدث عن هذه العقدة المتأصلة لدى المرأة، وإن كان الحديث لديه يأخذ –عادة- بعدا جنسيا. ولكن العقدة المزمنة التي تعاني منها المرأة المسترجلة أنها لن تستطيع يوما أن تغير البيولوجيا لصالحها فتكون كالرجل الذي "تبغض" وترى فيه سلطة تحد من حريتها. فهي تعتقد أن جسدها ليس سوى جغرافيا يحتلها الرجل دون ان يكون لها رأي في هذا الاحتلال. ولأن عقدة الذكورة واضحة لدى المسترجلات فإنها تحاول الظهور بمظهر الرجل في اللباس وقصة الشعر وحتى ممارسة بعض المهن  التي لاتناسب فيسيولوجيا المرأة. وعندما تفشل في الحصول على ذلك تصب جام غضبها على الذكر، فتعتبر الأب والأخ والزوج وحتى رجال القبيلة في بلاد القبيلة ليسوا سوى "حراس" غير مرغوب بهم، فجسدها كما رفعت إحداهن في وقفة عمان الاحتجاجية ليس "شرف القبيلة". 
ويبدو أن عقد النقص الكثيرة التي تعاني منها المسترجلات خصوصا عندما يتعلق بوضعهن الاجتماعي كربات بيوت مهمتهن الأولى الاهتمام بالأسرة كأولوية قصوى في التقليد العربي – الإسلامي  بالدرجة الأولى، جعل منهن ناقمات على كل مايشير إلى هويتهن العربية – الإسلامية. فهذه الهوية الجمعية تشكل عائقا ايضا في سبيل تحررهن من القيم المجتمعية، والوصول إلى ما وصلت إليه المرأة الغربية من فرص للتقدم في السلم الاجتماعي ليصبحن في أعلى ذلك السلم. ولذلك فإن المسترجلات اختزلن هويتهن في الجوانب البيولوجية البحتة، فأغفلن هويتهن العربية –الإسلامية، واصبح تعريفهن لذواتهن ينطلق من كونهن إناث. 
وهذه الفئة خطيرة على المجتمع العربي الإسلامي. فما هي نوعية القيم التي ستربي هؤلاء النسوة  عليها الأبناء والبنات؟ هل ستربي الأبناء على كره ذواتهم لأنهم "ظالمون" بطبيعتهم للمرأة؟ هل ستربي بناتهن على كره آبائهن وإخوانهن لأنهم "ظالمون" لهن؟
والخطر الآخر هو كره كل ما له صلة بالهوية العربية الإسلامية باعتبار أن هذه الهوية تحدد بشكل واضح الأدوار الطبيعية لكل من الجنسين. لذلك تصبح الصورة الأكثر بهاء والقاً في نفس الابن والبنت هي الثقافة الغربية التي منحت المرأة حرية بلا قيد.ولذلك نرى اليوم هذا واضحا لدى فئات لا يستهان بها من الشباب من الجنسين. وما رايناه في حفلة جرش وغيرها كثير لم تصل إلينا تمثل "اسلوب حياة" لهم.
والخطر الثالث هو استعداد المسترجلات للعمل مع المنظمات الداعمة لتمرد المرأة التي تتخفى وراء أقنعة الدفاع عن المستضعفات من النساء والهجوم على عادات لم تكن يوما لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد. فالقتل باسم الشرف والاغتصاب جرائم مرفوضة إسلاميا. أما قضية ختان المرأة والزواج المبكر فتنفرد به مجتمعات عربية دون أخرى، ولا أعتقد أن الدين له علاقة بهذه الأمور، إلا في نظر بعض المتشددين في البلاد التي تمارس هذه العادات.
ولعل أخطر مافي  هذا الأمر تسلل المسترجلات إلى مناطق كثيرة كانت إلى فترة قريبة بعيدة عن التأثير المباشر لهؤلاء المسترجلات. إذ يتم إنشاء " جمعيات" ظاهرها مساعدة المرأة الفقيرة والتطوير المجتمعي وباطنها غسل دماغ هؤلاء النساء وبث الأفكار التي تشجع على التمرد  إذ أن الحصول على فرص الاستقلال المالي للمرأة يجعل فرص التمرد أكبر، وكذلك الإفادة منهن في تقديم تقارير للهيئات الداعمة للمنظات النسوية للحصول على أموال ضخمة من سفارات وهيئات دولية ومؤسسات مشبوهة.
إن غياب ميزان معتبر ومقياس موضوعي للمقارنة بين المرأة في الغرب ونظيرتها في الشرق العربي، يجعل من الصعب القول بأن المقارنة مفيدة ابتداء. لذلك تصبح الهيئات الدولية كالأمم المتحدة والمؤسسات المعنية بالمرأة في الغرب هي التي تملك"المسطرة" الأكثر قبولا لدى المسترجلات.  ولذلك فإن الأمم المتحدة والحكومات التي تريد "تشجيعا" لتبني بنود اتفاقية سيداو المخالفة في غالبية نصوصها الشريعة الإسلامية تقدم دعما كبيرا لهذه الفئة، وتصبح في الإعلام الرسمي ووسائل التواصل الاجتماعي  ضحايا للتقاليد والعادات "المتحجرة" ومهمتهن هي الخروج من هذا التحجر. والمصيبة أن هذه الفئة تتبادل المصالح والنفوذ مع كل من يريد بمجتمعاتنا العربية المسلمة سوءا وتدميرا.

د.صالح نصيرات

أضف تعليقك

معارك متجددة بأدوات متخلفة
قد يكون العنوان مثيرا بعض الشيء، لكن الحقيقة الماثلة أمامنا اليوم دون مواربة أو محاولات ساذجة من قبل بعض العرب والمسلمين هي أننا في معركة وجودية لايمكن أن نخوضها بأدوات تقليدية وأسلحة "مبرّدة" وفاسدة، او على الأقل ليست مكافئة لحجم المعركة.
الجبهات كثيرة: سياسية واقتصادية واجتماعية وقيمية وتربوية وإعلامية. وعلى الجبهات كلها عدو واحد يتدثر بأردية مختلفة. ولعلي لا أبالغ عندما أقول إن معركتنا الحقيقية اليوم ليست فقط مع الأعداء التقليديين من المستعمرين الجدد لعقول أبنائنا ومشاعرهم وأذواقهم وأمزجتهم. إن معركتنا اليوم مع فئات كثيرة من أبناء جلدتنا، الذين هزموا روحيا وفكريا ويسوقون لهذه الهزيمة بحماس منقطع النظير، مستخدمين كل الأسحلة الفتاكة التي لا تقتل الأجساد الغضة، ولكنها تستعمر الأرواح و النفوس والعقول والقلوب.  
هذا الاستعمار القديم – الجديد لن يتوقف أبدا "ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا". فالهدف هو الدين الحق الذي يربي على العزة و ينمي في المسلم الرغبة الحقة في حياة كريمة، ويغرس فيه الشعور بالانتماء إلى الدين و الأرض ويشعره بقيمته الحقيقة، ويرسم له طريق النجاة في الدنيا والآخرة.
إن أهم سلاح في معركة اليوم هو الوعي بطيعية هذه المعركة، وفهم أساليبها وأدواتها ومراميها واختيار الجند المناسب لكل معركة. والمغالطة التي يحاول "التنويريون" تسويقها هي أننا لانستطيع أن نكون مختلفين عن "الآخر"، إذا أردنا أن نصنع لأنفسنا موقعا على خريطة هذا العالم.  ولعل من أوسع أبواب الهزيمة أن تقاتل بالوهم والخرافة وتستخدم أدوات عفى عليها الزمن، فتكون النتيجة هزائم مضاعفة.
إن اختيارالمعركة: أرضا وسلاحا وأدوات أول مقومات النصر. وإن أي فهم مغلوط لطبيعة المعركة، سيكون الدمار نتيجة حتمية لذلك الفهم.
معركة الوعي تقتضي إدراكا حقيقيا للعدو، وفهم مايريد، وإساءة الظن بكل ما يأتي من ذلك العدو الإبليس الذي يلبّس على الكثيرين برفع عناوين برّاقة: التقدم والتنوير والتحديث والحداثة.
ولعل أكبر الأخطاء التي نمارسها اليوم نحن العرب و المسلمين، أننا استدرجنا لخوض معارك وهمية، وأضعنا فيها الكثير من الجهد والمال والوقت أزهقت فيها الأرواح البريئة بابخس الأثمان.
معركتنا اليوم معركة افكار ومبادئ وقيم أكثر من معركة على جغرافيا. إذ كيف تتحرر الجغرافيا بأيد قوية وعزائم حديدية، ولكن تُوجهها عقول كليلة وأفكار عليلة. هذه العقول الكليلة والأفكار العليلة هي التي أدت إلى أن يتجه كل فريق إلى معركته وحده، فضاعت القوى وانحرفت البوصلة، ومات الأمل لدى الكثيرين أمام زخم الهزائم المتلاحقة.
قد تبدو الأمور طبيعية عندما تتعدد ساحات المعركة أن ينفر كل قوم للقيام بدورهم في هذه الساحات، ولكن بعد فترة سنجد أننا نخوض معارك دونكسشوتية باسياف خشبية قد ترضي بعض الغرور وتقدم للبعض نوعا من الراحة النفسية بتضخم الشعور بالرضى عن الذات بدعوى القيام بالواجب، ولكن النتيجة مزيد من التراجع والانكاسات.
لقد مررنا بتجارب كثيرة خلال العقود الأربعة الماضية: هزائم عسكرية على أرض العراق و أفغانستان وفلسطين وسوريا وسياسية فكرية في مصرودول الخليج وغيرها من بلاد العرب. والمصيبة أننا نخوض المعارك السياسية  والثقافية والتربوية والفكرية والعسكرية بنفس العقلية والأفكار والأدوات دون تمييز واجب بين هذه المعارك. فميدان المثقف والمفكر والإعلامي غير ميدان الجندي و المجاهد، وميدان التربوي غير ميدان السياسي وهكذا. وهناك فرق بين تكامل الأدوار وتمازجها واختلاط بعضها ببعض.
ومن المثير أن نسمع ونقرأ خطابا واحدا لهؤلاء جميعا والممارسات –تقريبا- واحدة، ولذلك تكون النتائج أيضا واحدة. فهل من المعقول أن يكون خطاب البرلماني الإسلامي، والحزبي والمنظّر والمفكر هو نفسه خطاب المجاهد والعسكري؟  هل من المعقول أن يتقدم الجميع لخوض كل المعارك وهم ليسوا أكفاء ولا متمرسين ولا قادرين على خوضها؟
ويبدو أن طبيعة التربية  في الحركات الإسلامية الحديثة قد أغفلت شيئا من مبادىء التربية النبوية وقوانيها وممارساتها. فهل كان على حسّان الشاعر أن يخطط لمعركة يقودها سعد؟ وهل كان على عمروبن العاص أن يفكر بنفس تفكير خالد؟ وهل تفكير   علي مطابق لتفكير عثمان وعبدالرحمن بن عوف؟ فحسان شاعر وخالد وسعد عسكريان، وعمر مفكر ومستشرف للمستقبل والبراء استشهادي عظيم  وعبدالرحمن بن عوف اقتصادي ماهر، وعمرو بن العاص مفاوض ماهر. فكيف أغفلنا في تربيتنا كل هذا؟
تجديد الأدوات وطرائق التفكير والتربية المتخصصة والمتوازنة وتوزيع الأدوار بحكمة وحنكة أولى الخطوات في طريق طويل مضمون النتائج إذا أخلصنا النوايا وأُخذنا بالاسباب واعتصمنا بحبل الله المتين.

د.صالح نصيرات

15 يوليو, 2020 ليل العرب طويل

أضف تعليقك

ليل العرب الطويل وقيد ذلهم المقيم!
"ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور"
الصورة قاتمة جدا… اقتصاديا وسياسيا وعسكريا … قيميا وأخلاقيا.. علميا وتعليميا… 
في مجتمعات العرب من محيطها إلى خليجها أشياء لا تحدث إلا في الخيال… دول تتآمر على الأخرى باسم تحريرها من الاحتلال التركي والإيراني.. ولا أحد يتحدث عن احتلال صهيوني للأرض والعقل والمشاعر والقيم…
شعوب تتقاتل بالوكالة دفاعا عن كل "آخر" إلا نفسها وذاتها…
اليمن السعيد لم يعد سعيدا… رائحة الموت في كل مكان فمن لم يمت بالصاروخ العربي مات بكورونا وكوليرا الجهل 
مؤسسات بنتها الأمة لحمايتها تصبح أبواقا للتطبيع مع بني صهيون متحللة من كل عهد وذمة
أرض الإسراء تقضم وشعب يكابد الاحتلال وغدر في الظهر من أشقاء الأمس حلفاء صهيون اليوم
 بلاد عطشى تتلاعب بها دولة  كانت إلى عهد قريب نسيا منسيا  ثم بدل أن تبحث شرقا عن الماء المنهوب لسقي الأرض الجافة تتوجه غربا لتثير المزيد من الفتن وتستعرض قوتها على أبناء جلدتها
مرضى بالانفصام والهبل والخبل يتسيدون المشهد دون رادع من ضمير أو خلق
دول بدلا من الاهتمام بالتعليم  النوعي ترجع إلى جاهليتها الأولى  تقدم تعليما متخلفا وتزيّن ثقافة المستعمر 
وأخرى تولي وجهها شطر حفائر وآثار لتعرض فيها أجساد الشقراوات استهتارا بالقيم والدين…
 دول بدل أن ترجع إلى دينها ينهض شاذون مدفوعون من جهات معروفة ليفخروا بالتلاعب بالدين والقيم و الإساءة للرسول والرسالة وأمهات المؤمنين
  شيوح دين ينفثون في الفتنة ويقدمون فتاوى للقتل والتدمير بدل أن يكونوا حمائم سلام… 
وآخرون يزيفون الوعي فيحرمون ما أحل الله ويحللون ماحرم الله بحثا عن مغنم وجاه  
فقراء ييحثون عن سد رمقهم في سلال النفايات وحاوياتها وآخرون يتنعمون بالمال العام يستبيحونه ويسفحونه على شهواتهم ونزواتهم….
شعوب مشغولة بالطبخ والنفخ واستعراض الأجساد المحرمة لملء فراغ الروح والعقل
أقوام وجدوا ضالتهم في التيك توك والانستغرام والفيس ليعبروا عن انفصامهم 
وخيرة من أبناء القوم من
علماء وفقهاء ورواد ومناضلون يموتون يوميا خلف قضبان الظلم والإجرام 

"وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون"

صالح نصيرات

13 يوليو, 2020 إعلام العبيد

أضف تعليقك

مقال في غاية الأهمية:

كذاب ربيعة أحب إليهم من صادق مضر! 
إعلام العبيد 
عند تقييم الوقائع والأحداث يجب علينا النظر في عدة أمور أهما الحالة النفسية لمن ينبري دوما للتقليل من شأن الناجحين.   النجاح له وجهان: وجه حقيقي يلمسه الناس ويرونه عيانا، ووجه آخر لاوجود له إلا على شاشات التلفزة والصحف والمجلات والمواقع التي تتخذ من التزييف طريقا لتسويق الفشل على أنه نجاح. وبدون فهم نفسية أولئك الفاشلين، لايمكن الحكم بموضوعية على الآخر.
وفي ضوء هذه المقدمة يمكن تفسير الكثير من الأخبار الزائفة والدعايات الفجة والإعلام الموجه لخدمة فرد أو طائفة أو مجموعة. و المعروف أن كثيرامن القراء والمشاهدين يتجهون نحو المواقع والصحف و الشاشات التي تريحهم من التفكير ولاتتسبب في رفع الضغط والتوتر لديهم. وهذه الفئة كبيرة للأسف ولاتريد أن ترى الحقيقة الصادمة التي قد تخرجهم عن توازنهم، وتؤدي بهم إلى تغيير مواقفهم التي عاشوا عليها.
واليوم نشهد أحداثا مختلفة: دينية وسياسية وأخلاقية وعسكرية. هذه الأحداث ليست بالضرورة واقعية، أو لنقل تنقل نقلا واقعيا أمينا. فالإعلام بكل أشكاله وتوجهاته ليس لديه قدرة على أن يكون محايدا. فهو يعبر عن أيديولوجيا وفلسفة يتبناها القائمون على المؤسسات الإعلامية، وهدفهم الوحيد التسويق لتلك الفلسفة أو الأيديولجيا.
فعندما نقرأ خبرا عن نمو اقتصادي بنسبة معينة مرتفعة عادة فمن المتوقع أن نرى تغيرا ملموسا على نسب الفقر والرفاهية المجتعمية. فإذا كانت نسبة الفقر و البطالة وما يترتب على ذلك من جرائم اقتصادية واجتماعية، فإننا نستنتج أن ما يقال عن نسب نمو اقتصادي ليست سوى دعايات لاقيمة لها. وعندما نقرأ عن انتشار التسامح في مجتمع  ونرى الظلم والقهر والاستعباد والتجارة بالبشر فإن مايقال على الشاشات ليس سوى دعايات لا أكثر.
ولأن عامة الأنظمة يهمها البقاء في السلطة وتكريس الوجود الفعلي لها بحيث لايرى الناس بديلا عنها (يتم في ذلك دول ديمقراطية وديكتاتوريات والفرق أن الديمقراطيات يسهل فيها التداول السلمي على السطلة فقط)  فإن أفضل وسيلة للبقاء أمران: رشوة اقتصادية تقدم لبعض الناس من أبناء الذوات وبعض الأغنياء المستجدين، ورمي فتات لفئات مهمشة تحسن الكثير من المديح و الإطراء. وأخرى دغدغة مشاعر البسطاء باللعب على أوتار الوطنية والدين.
ولأن الكثير من الأنظمة تستخدم خبراء في الدعاية وعلوم الاجتماع والنفس في تكريس البقاء، فإن من المتوقع أن يأتي هؤلاء بكثير من التفسيرات والتأويلات لما يحصل وفقا للمزاج العام للشعوب حتى ولو كانت النتيجة مزيدا من التراجع والتخلف.
والجماهير لها سيكولوجيتها – كما يرى غوستاف لوبون – التي يتلاعب بها المستبدون، ويوجهها إعلامهم نحو غايات محددة. وبالرغم من وجود فئة تحاول الوقوف أمام هذا الزيف فإنها لن توقفه إلا بثورة قد لاتطيقها تلك الشعوب. فقد رأينا الملايين من الأمريكيين يعترضون على غزو العراق بالتظاهر وتدبيج المقالات والبراءة من بوش وعصابته، إلا أن أبناء وأقارب وجيران هؤلاء المتظاهرين هم الذين كانوا يحرقون بغداد والفلوجة والأنبار وغيرها من مدن العراق على رؤوس المدنيين.
وكثيرا ما يفاجئ المرء بتصريحات في مواقف معينة. فقد يصبح العلماني بل الشيوعي القح البعيد كل البعد عن الدين مناصرا "لدين أبويه" ويحاجج مع دين ضد آخر، وفي المقابل تجد متدينا يناصر موقفا علمانيا معينا لأن الموقف يخدم فكرته ويدغدغ عواطفه. وهذه المواقف تنتج عن شعور لا واعي يطفو على السطح ينبئ عن وجود "قشرة" خارجية تغطي حقيقة الفرد الذي يرتد إلى الطائفية أوالتدين الي ينكره على الآخرين من أبناء الملل الأخرى.
إن مراجعة لما قيل خلال اليومين الماضيين حول إعادة آيا صوفيا إلى حالته كمسجد لمدة ما يقرب من 500 عام ينبئ عما أشرنا إليه أعلاه. فإعلام أشد المجتمعات العربية تخلفا ورجعية واستبدادا وإنكارا لحقوق العمال وازدراء لثقافاتهم والتوجهات العنصرية ضدهم نراها تقف موقف "المتسامح" نكاية بتركيا وليس حبا في الآخر. فهل موقف الإعلام الخليجي والمصري وبعض المواقع الإخبارية ومحطات التلفزة الأردنية الخاصة تعبير عن التسامح؟؟؟
وهكذا في ظل إعلام مزيف للوعي مرهون لاصحاب النفوذ تصبح الجماهير ليست سوى "قطعان" تقودها تلك الوسائل الإعلامية التي لاهم لها سوى المال والنفوذ وبقاء مصالحها ولو على حساب قيم تتعامل معها وفق قانون البيع و الشراء والعرض و الطلب للأسف الشديد.

د.صالح نصيرات

أضف تعليقك

دمعة على بقايا أمة!
صالح نصيرات
لو قيل لك يوما أن بيروت ستصبح مدينة الفقر والتسول  والسرّاق والطائفية فهل ستصدق؟ بيروت الجمال والنظافة والألق والحرية  تعيس أبأس أيامها وأسوأ كوابيسها. ولو قيل لك أن صنعاء الثقافة والحرية ستكون عاصمة للتخلف والطائفية والدمار؟ ولو قيل لك بأن القاهرة هبة النيل وعاصمة العلم والمعرفة ستكون عطشى  لغرفة ماء في غضون أيام وحرية انتكهت بحضور البيادة والبسطار ؟ هل ستصدق أن بغداد هارون الرشيد وشام معاوية ستصبحان عواصم لطائفية وتخلف بغيض وفقر مدقع وقتل على الهوية؟
هل ستصدق ان فلسطين ألحقت بأندلس وأن مجاهديها غدوا إرهابيين في نظر أحفاد ابن سلول؟
يبحر المواطن العربي المأزوم القابض على بقايا روحه العربية وقيمه الأصيلة ليقرأ عن القتل والإجرام والتخلف وقذارة الشوارع وانتشار اللصوص بياقات بيضاء وأطقم أرماني المترفة ومركبات فارهة اشتريت بأموال الفقراء الذين يتحملون كل ما يريده الفاسدون. في ذات الوقت يقرأ عن الترف المقرون بتخلف حضاري وقيمي وأخلاقي وانتقاص للحرية !
هل ستصدق لو قيل لك أن مكة والمدينة ستشهدان  على مقربة منها أحفالا للداعرين والداعرات وتقرأ تصويتا واستطلاعا لبيع الخمور على طائرات تحمل شعار التوحيد؟
هل ستصدق أن الكذب والزيف والتطبيل المنظم سيكون مصدر فخر لمن امتهن شرف الكلمة وباع كل شيء للمستبد المجرم؟
هل ستصدق أن تونس الخضراء بلاد عقبة بن نافع ستكون مسرحا مفتوحا لفئة حاقدة على الدين والعروبة؟
هل ستصدق أن المواطن العربي هائم على وجهه في بحور الظلمات ليطعم معدة خاوية ويغطي عوراته بالعمل خادما في بار أو مرقص في بلاد الاستعمار والحروب الصليبية؟
هل ستصدق أن بيوت الله تشكو وتجأر إلى باريها من هجرة الشباب إلى مقاهي الارجيلة وقتل الوقت؟
هل ستصدق أن حبوب الهلوسة والحشيش القاتل يباع على قارعة الطريق دون خوف أو وجل أو حياء؟
هل ستصدق أن المرأة العربية العفيفة يتلاعب بأخلاقها ودينها وحجابها لقطاء المسلسلات والأفلام والروايات الخبيثة؟
هل ستصدق أن التحرش والإساءة للمرأة المسلمة في بلاد العرب سيكون أمرا طبيعيا لا يردعه خلق ولاقانون ولا دين؟
هل ستصدق أن الشواذ وأبناء قوم لوط يرفعون راياتهم ويتبخترون في شوارع العواصم التي بنت حضارة وتقدما وقدمت للعالم العلم والمعرفة؟
هذه مدن العرب وعواصم الراشدين والأمويين والعباسيين تنتكس وتعود إلى جاهلية أبي جهل وأبي لهب!

الدكتور صالح نصيرات

أضف تعليقك

من يمتلك الحقيقة (وباء الكورونا)؟!

كثرت التحليلات والتفسيرات من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال حول نشأة هذا الوبأء؛ 
*هل انتقل فايروس الكورونا من الحيوانات إلى الإنسان وأن البداية كانت في مدينة ووهان الصينية؟
*هل تم تصنيع هذا الفايروس في إطار الحرب البيولوجية سواء من قِبَل الولايات المتحدة أو الصين؟
*هل كان مقصوداً نشر هذا الفايروس في العالم في هذا الوقت بالتحديد، أم أن خطأً ما حصل أدى لنشره؟
*هل من يُطلق عليهم صنّاع القرار في العالم -الذين بيدهم المال والإعلام أو الذين يتبعون لطائفة دينية معيّنة- ارادوا لهذا الوباء أن ينتشر بهدف تغيير الاقتصاد العالمي وبسط سيطرة الذكاء الصناعي على البشرية كي يسهل التحكم بها بالطريقة التي يحددونها وقت ما يشاءون؟
*هل كان هناك ثمة مبالغة في التخويف من هذا الوباء بدرجة هستيرية كي تشل الاقتصاد العالمي وتنهار البورصات العالمين؟
*هل هناك اتفاق بين صناع القرار في العالم للتخلص من كبار السن لأنهم -كما يُزعمون- لا فائدة تُرجى منهم وأنهم عالة تستنزف اقتصاد الدول الكبرى، فكان لا بد من نشر مثل هذا الوباء الذي أغلب ضحاياه من المسنين؟

شاهدنا الكثير من (الفيديوهات) وقرأنا الكثير من المقالات لمفكرين وسياسيين واقتصاديين وكل يدّعي أنه يمتلك الحقيقة وكلام غيره خبط عشواء إن جاز التعبير.

لا أظن أن أحداً من الذين تكلموا في هذا الموضوع يمتلك الحقيقة المطلقة مهما أُوتي من العلم، لكن الكل متفق أن هذا الفايروس أصبح جائحة ولا بد من تسخير الجهود للقضاء عليه. هل هناك مبالغة في هذا الأمر؟ ربما. وبعيداً عن نظرية المؤامرة التي يؤمن بها كثيرون منا هل تم استغلال هذا الوباء -وقد أصبح واقعاً- من قِبَل بعض اللاعبين الكبار في العالم لتحقيق أجندة معينة؟ ربما.

هذا العالم الذي نعيش فيه لا يُدار بواسطة لاعبين كبار أو صناع قرار أو مفكرين يوجهونه الوجهة التي يريدونها في غياب الخالق المُطّلع المُدبر الذي يعلم السر وأخفى. قد يُخطّط أولئك القوم ليشغلوا البشرية بأمر ما كَوَباء الكورونا، قد يتآمرون ويمكرون لتحقيق أجندة ظالمة تستعبد البشرية لحفنة منهم، لكنهم مهما فعلوا ومها أوتوا من مكر ودهاء لن يخرجوا عن تدبير الله الواحد الأحد الفرد الصمد الفعال لما يريد الذي لا تأخذه سنة ولا نوم والذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا. لعله غاب عن تفكير أولئك القوم أن لهذا الكون إلهاً فنصّبوا أنفسهم آلهة في هذه الأرض كي يستنزفوا خيراتها لمصلحتهم، لكن الله لهم بالمرصاد ومن حكمته أن يتركهم في طغيانهم يعمهون حتى حين، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. 
"وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا".
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

نجم رضوان

13 نوفمبر, 2019 أمينة المفتي

أضف تعليقك

#أمينة_المفتي …

ولدت في الأردن عام 1939 لأسرة متدينة،ثرية، كانت فتاة جميلة ولكنها ومنذ بداية حياتها كانت حادة الطباع، ثائرة، مدللة. ارتبطت بقصة عاطفية مع شاب فلسطيني ولكن الأخير تركها بسبب طباعها العنيفة، دخلت علي إثر ذلك في حالة من الاكتئاب والتأخر الدراسي اضطرت والدها إلي إرسالها إلي النمسا لاستكمال دراستها بعيداً عن الأجواء في عمان.
وهناك في فيينا بدأت مشوار الخيانة…
وجدت أمينة في حياة فيينا ما تبحث عنه..
التحرر من كل ما تراه قيود اجتماعية أو دينية، ارتبطت بقصة عاطفية مع طيار نمساوي شقيق صديقة لها يدعي (موشي بيراد)، وكان الرجل يهودي الديانة .. 
 عاش معها قصة حب طويلة، وساعدها في الحصول على شهادة دكتوراه من جامعة فيينا،  ارتبطت به أمينة لدرجة لم تعد تتصور حياتها من دونه، عرض عليها الزواج لكن بشرط أن تترك ديانتها الإسلام وتعتنق اليهودية.
لم تطن أمينة من الأساس تهتم بالديانة إلا اسما فلم تتردد في الدخول في اليهودية،
 * وفي معبد شيمودت في تل أبيب -حيث هاجر زوجها وحيث اختارت أن تعيش بعيداً عن متناول يد عائلتها – غيرت أمينة اسمها إلي (آني) وتزوجت زواجا يهودياً رسمياً من (موشي بيراد )

* تزامنت الفترة التي تزوجت فيها مع فترة ما بين نكـسة 1967 وحرب أكتوبر عام 1973.
– كانت تلك المرحلة قد شهدت ظهور منظمة التحرير الفلسطينية في مواجهة الإحتلال الصهيوني للأراضي العربية، ثم انتقال قواعد المنظمة إلي لبنان بعد أحداث أيلول الأسود.
كان موشيه زوج أمينة قد التحق بالجيش الإسرائيلي ليعمل كطيار في القوات الجوية،
– وفي العام 1973 وبينما كان موشيه يقوم بمهمة فوق سوريا، قامت المدفعية السورية باصاية طائرته التي سقطت ولم ترد عنها أخبار فاعتبره الجيش الإسرائيلي في عداد المفقودين وتم إبلاغ أمينة بذلك رسمياً …
وفي خضم صدمتها وذهولها،
وصلت معلومات لأمينة أن زوجها قد يكون نجا من سقوط الطائرة وموجود لدي إحدي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
وعلي الفور قامت أمينة بالطلب من السلطات الإسرائيلية أن تقوم بالبحث بنفسها عن موشيه، فسمحت لها ، وإلي فيينا سافرت (آني) وهناك وباستخدام جواز سفرها الأردني سافرت إلي لبنان لتبدأ رحلة البحث عن موشيه
 وفي العاصمة بيروت وفي حي (عين الرمانة) الذي تقطنه أغلبية فلسطينية بدأت آني رحلة البحث وتقصي اثر زوجها، تعرفت علي سيدة لبنانية من أصول أردنية تملك متجر ملابس وتوطدت علاقتهما، حاولت أن تصل إلي أي معلومة ولكن …
إلي طريق مسدود وصل بحثها، هنا امتلأت نفسها بالكره والحقد  وقررت أن تغير هدفها للإنتقام من العرب بعد أن فقدت الأمل في العثور علي زوجها، في تلك الأثناء جاءتها رسالة من فيينا تطلب منها العودة إلي هناك .
وكان وراء الرسالة الموساد والذي كان يراقب أمينة منذ البداية.

* وفي فيينا طلبت منها المخابرات الإسرائيلية العمل لصالحها، لم تتردد في القبول وبدأت فترة من التدريب علي التصوير والكتابة بالحبر السري وغيرها .
ثم قامت بالعودة إلي بيروت هذه المرة من أجل تقصي أخبار رجال المنظمات الفلسطينية.
 وبمساعدة صديقتها اللبنانية تمكنت من إيجاد بيت في حي الروشة في بيروت ، وبسبب عطل في تليفونها وصلت آني إلي مسؤل كبير في هيئة الإتصالات والذي لمحت في عينيه رغبة فيها فاستطاعت بغريزة الأنثي أن توقعه في غرامها وتقيم معه علاقة في بيتها.
تعددت اللقاءات بينهما ومنه عرفت أرقام تليفونات سرية وعنواين لزعماء في منظمة التحرير الفلسطينية يقيمون في حي الريحانة .

* كانت معرفة الرجل ضربة موفقة للجاسوسة آني وبدأ سيل من المعلومات يصل الي عملاء الموساد في بيروت عن طريق آني، وفي إسرائيل، ولما وجد الموساد نشاط الجاسوسة الكبيرة ونجاحها طلبوا منها أمرا هاما جداً…

أسماء وبيانات عملاء منظمة التحرير الفلسطينية الذين يعملون سرا في أوربا، وكان الطلب صعب حقا ، فقائمة مثل تلك لا توجد إلا عند شخصين ..
الأول هو رئيس المنظمة نفسه، أبو عمار ..ياسر عرفات .
أما الثاني وربما كان الأخطر والأهم عند الموساد فهو …
————————————-
الأمير الأحمر…
علي حسن سلامة، الرجل الشبح الذي تبحث عنه جميع مخابرات العالم، والذي  لقبته جولدا مائير (الأمير الأحمر) كان الرجل هو مخطط وبطل عملية ميونخ التي قتل فيها 11 إسرائيلياً.
لم يكن الموساد يملك أي معلومات عنه …
 لا صورة ولا مواصفات ولا صفات شخصية ولا أي معلومات .
كان الرجل بمثابة شبح بالنسبة للموساد ولذا كانت مهمة آني صعبة .
– لكن الجاسوسة كانت مصرة علي الإنتقام من العرب الذين نسيت تماماً أنهم أهلها في الأصل.
انتقلت إلي منطقة (كورنيش المزرعة )التي يرتادها سكان المخيمات وهناك تقربت من فتاة فلسطينية وتمكنت من تقديم نفسها للعمل كممرضة في مخيم صبرا، كان هناك أطباء ومتطوعين يأتون من جميع أنحاء العالم للعمل في تلك المخيمات لعلاج الفلسطينين، عملت الجاسوسة بكل اجتهاد وظلت تتقرب من الفلسطينيين هناك وكل فترة تخطو خطوة للأمام…
أصبحت الممرضة المجتهدة والتي تخدم الفلسطينيين بكل حماس- ظاهري – مصدراً للثقة من الكل وأصبحت تتنقل بحرية داخل المخيمات بينما كان لها هدف تسعي خلفه.
وبالفعل عرفت الطرق التي كان يسلكها الفدائـيين من أجل التسلل إلى إسرائيل، وعرفت الكثير من المعلومات مثل مواعيد بعض العمليات القادمة وأماكن الأسـلحة ونوعية التدريبات وأعداد المقاومين، وبدأت بإرسال المعلومات إلى الموساد.
 تسببت خيانة أمينة المفتي أو آني في إحباط العديد من العمليات الفدائية الفلسطينية كما تسببت في قصف جيش الإحتلال الكثير من المواقع المدنية والعسكرية التي كانت تضم أفراد من منظمات فلسطينية.
وذات يوم قابلته هو …

* الرجل الشبح…
علي حسن سلامة.
حاولت التقرب منه لكن الرجل الذي استعصي الوصول إليه على الكثير من أجهزة مخابرات العالم، لم يكن لتوقعه جاسوسة مثل أمينة.
شك الرجل فيها فطلب من رجاله مراقبتها والتحري عنها وبالفعل تم القاء القبض عليها وهي في طريقها إلي دمشق .
وبدأت مرحلة الإستجواب.

وقد اعترفت آني باسم ضابط الموساد المسؤل عنها وأسماء بعض العلماء لجهاز الموساد في بيروت ونوعية المعلومات التي أرسلتها للموساد .
لم يتم إعدام الجاسوسة ولكن تم سجنها لمدة خمس سنوات.
وفيما بعد تمت عملية تبادل أسري بين منظمة التحرير وبين الإسرائيليين في قبرص حيث استلم الفلسطينيين مقابل الخائنة اثنين من الفدائيين المهمين وهما ، محمد بسيسو ووليام نصار .
عادت آني إلي إسرائيل حيث أكملت حياتها في إحدي المستوطنات بهوية جديدة. 
وبعار لحقها للأبد.

المصدر : أمينة المفتي … أوراق منسية (فريد الفالوجي)

أضف تعليقك

رؤية لواقع النقد الاجتماعي في بلادنا 
من خلال متابتعتي لكثير من صفحات الفيس البوك، أجد "حسا" نقديا عاليا لدى مواطنينا. وهذا الحس النقدي جزء من الجدل الذي يدور حول قضايا تهم المواطن، وهو أمر صحي ومقبول بل مطلوب من أجل تجذير ثقافة النقد البنّاء الذي يسهم في التطوير وتحسين مستوى الحياة على الصعد جميعها. ولكنه يتحول أحيانا إلى ضده. 
فقد لاحظت أن غالبية من ينتقد –للأسف- يفتقدون للمعلومات الصحيحة، فيقدمون معلومات مغلوطة للقرّاء، وهذا يسهم في تردي الوعي وعدم تحقيق المطلوب. ومنهم من يقوم بقراءة عجلى لخبر أو مقابلة أو مقالة أو منشور ثم يصدر أحكاما قطعية تبنىء عن عدم التأني في ذلك الحكم. ومنهم من يفتقد المعلومة والأسلوب، فتجد في منشوراته لغة مستنكرة ليس فيها سوى الشتم و السب وإطلاق الأحكام الجائرة على الآخر.  وهناك فئة ذات مصالح تنتقد بقصد تحقيق مصالح ذاتية.  ومنهم من لديه معرفة ومعلومات ولكنه يوظفها التوظيف الخاطىء، وهذا دلالة على غياب الفهم الصحيح للمفاهيم والأفكار، ولاينسى هؤلاء أن يقدموا أنفسهم ك"خبراء" لايشق لهم غبار. وعامة هؤلاء يبحثون عن شهرة فارغة وينتظرون مديحا ممن هم على شاكلتهم، وهم كثرة كاثرة في غياب ثقافة احترام الموضوعية والعلمية.
أما المخلصون من ذوي الخبرة  والمعرفة الحقيقية فهم قلة قليلة، لا تهمها الشهرة ولا تنظر إلى مصالحها الشخصية، وتحاور بهدوء دون إسفاف، وهذه للأسف الشديد ليس لها سوق رائجة ولا لأفكارها القبول المتوقع إلا عند الفئة المشابهة لها، لذلك تجد إهمالا لها بدعوى "المهادنة" أو السذاجة بل قد تتهم بالنفاق أحيانا.
د.صالح نصير

أضف تعليقك

هل يعترف الآخرون بنا فعلا؟
د.صالح نصير
 من العبارات التي تتردد كثيرا  عبارات مثل "فهم الآخر" و"الاعتراف بالآخر" و"قبول الآخر" وغيرها من العبارات المشابهة. وهذه عبارات عامة وليست خاصة إلا إذا قرنت بمجتمع أو فئة أو مجموعة فتصبح عندئذ ذات دلالات وحمولات ثقافية وفكرية وسياسية. ولأن المسلمين اليوم في موقف ضعيف ماديا ومعنويا، فإن أكثر ما يكتب حول هذا الموضوع لايعدو إدانة للمسلمين الذين يرفضون التعايش مع الآخر ولايقبلونه ويرون فيه خطرا عليهم. 
ولأن هذه الفكرة ليست محايدة ولاتعني أن من يقولها أو يتغنى بها على جانب من الصواب المطلق. 
ولانريد أن نعود إلى التاريخ لنرى كيف كانت العلاقة بين المسلمين وغيرهم ولكن لننظر اليوم على خارطة العالم لنجد من الذي يرفض الاعتراف بالآخر، ومن يحرّض على الكراهية والإساءة إلى الآخر. 
فالمسلمون متهمون بعدم الاعتراف بالآخر لأنهم  يرفضون التعايش مع "الصهاينة" المحتلين. ومتهمون بأنهم ضد كل الأديان و الملل والنحل المخالفة. وهذا الاتهام صادر بالدرجة الأولى عن أكثر البلاد عنصرية وهمجية في التعامل مع العرب و المسلمين.
فالدولة الصهيونية استطاعت استصدار قوانين في بلاد غربية كثيرة تمنع "نقد" الجرائم التي ترتكبها بحق الفسطينيين وارتكبتها من قبل ومستعدة لارتكابها مستقبلا. وذبك باسم "معادة السامية". ووقف رؤوساء وسياسيون كبارا في ها العالم ينددوم بكل كم يمنقد هذه الدولة العنصرية. 
والغرب الذي يتحدث عن المسلمين الذين يخالفونه العقيدة وأسلوب الحياة ويتهمهم ب"معاداة السامية" والأديان الآخرى. هو نفسه الغرب الي يقدم المليارات لدولة الاغتصاب العنصرية وهو نفسه من احتضن دولة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لعقود طويلة. وهو نفسه من "يفصل" قوانين مايسمسه "جرائم الكراهية" لتنطبق على المسلمين وحدهم. فالجرائم التي ارتبكبت في أمريكا وبريطانيا واستراليا وغيرها من دول الغرب ضد المسلمين لم تكن ضمن جرائم الكراهية أو الإرهاب غلا عندما يكون جريمة من نوع ما حصل في نيوزلندا.
ففي الولايات المتحدة مثلا قتلت أختان سوريتان وزوج إجاهما، وقتلت شابة نوبية في فرجنيا وخلع الحجاب وستمت نساء مسلمات كثيرات في مواقع كثيرة، وفصلت مسلمات بسبب الحجاب من المدارس والعمل في دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وكذلك في الولايات المتحدة ولم تسجل على أنها جرائم كراهية أوعنصرية. بل إن ترامب نفسه لم يدن جريمة نيوزيلندا بأنها جريمة كراهية أو إرهاب ضد المسلمين.
وزاد الطين بلة أن بعض زعماء من بلاد العرب و المسلمين لم يتورعوا عن التحريض المباشر على مسلمي الغرب والعالم واتهام المسلمين جميعا بأنهم يريدون تدمير العالم. ومافعلوا ذلك إلا "نفاقا" وتوددا إلى الغرب من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية والبقاء على كراسي الحكم.
فهل الاعتراف بالآخر "فرض" على المسلمين و"اختيار" للغرب يقدمه متى شاء ويرفضه متى شاء؟ 
لماذا يحرم مسلم يدفع الضرائب وملتزم بقوانين بلد هاجر إليه من الجنسية لمجرد أنه يحافظ على قناعاته الدينية في قضايا يرفضها الغرب. هل رفض التوقيع على وثيقة تدين مقاطعة دولة الاغتصاب يجعل وظيفتك في مهب الريح كما حصل لأخت مسلمة في تكساس مثلا؟ هل عدم مصافحة النساء جريمة، هل من لوازم الجنسية أن توافق على الشذوذ الجنسي؟ لماذا إذن لايكون الاعتداء على مسلم أو مسجد جريمة؟ لماذا لايصبح العداء للمسلمين قانونا يعاقب عليه المجرمون ويفرضونه على الناس كما يفرضون على المسلمين ما يريدون؟ اين حرية الاعتقاد والسلوك في مجتمع بعترف بكل ماهو شاذ للغير ويتعبر إلتزام المسلمة بالحجاب و النقاب وعدم الاختلاط جريمة؟
لماذا يخرج علينا "العلمانيون" المؤمنون بالحرية لكل من هب ودب ويجعلون حرية الاعتقاد و السلوك للمسلم "منّة" من الغرب على المسلمين وهم يرون حقوق غير المسلمين مرعية في عامة الدول الإسلامية؟