من يمتلك الحقيقة (وباء الكورونا)؟!

كثرت التحليلات والتفسيرات من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال حول نشأة هذا الوبأء؛ 
*هل انتقل فايروس الكورونا من الحيوانات إلى الإنسان وأن البداية كانت في مدينة ووهان الصينية؟
*هل تم تصنيع هذا الفايروس في إطار الحرب البيولوجية سواء من قِبَل الولايات المتحدة أو الصين؟
*هل كان مقصوداً نشر هذا الفايروس في العالم في هذا الوقت بالتحديد، أم أن خطأً ما حصل أدى لنشره؟
*هل من يُطلق عليهم صنّاع القرار في العالم -الذين بيدهم المال والإعلام أو الذين يتبعون لطائفة دينية معيّنة- ارادوا لهذا الوباء أن ينتشر بهدف تغيير الاقتصاد العالمي وبسط سيطرة الذكاء الصناعي على البشرية كي يسهل التحكم بها بالطريقة التي يحددونها وقت ما يشاءون؟
*هل كان هناك ثمة مبالغة في التخويف من هذا الوباء بدرجة هستيرية كي تشل الاقتصاد العالمي وتنهار البورصات العالمين؟
*هل هناك اتفاق بين صناع القرار في العالم للتخلص من كبار السن لأنهم -كما يُزعمون- لا فائدة تُرجى منهم وأنهم عالة تستنزف اقتصاد الدول الكبرى، فكان لا بد من نشر مثل هذا الوباء الذي أغلب ضحاياه من المسنين؟

شاهدنا الكثير من (الفيديوهات) وقرأنا الكثير من المقالات لمفكرين وسياسيين واقتصاديين وكل يدّعي أنه يمتلك الحقيقة وكلام غيره خبط عشواء إن جاز التعبير.

لا أظن أن أحداً من الذين تكلموا في هذا الموضوع يمتلك الحقيقة المطلقة مهما أُوتي من العلم، لكن الكل متفق أن هذا الفايروس أصبح جائحة ولا بد من تسخير الجهود للقضاء عليه. هل هناك مبالغة في هذا الأمر؟ ربما. وبعيداً عن نظرية المؤامرة التي يؤمن بها كثيرون منا هل تم استغلال هذا الوباء -وقد أصبح واقعاً- من قِبَل بعض اللاعبين الكبار في العالم لتحقيق أجندة معينة؟ ربما.

هذا العالم الذي نعيش فيه لا يُدار بواسطة لاعبين كبار أو صناع قرار أو مفكرين يوجهونه الوجهة التي يريدونها في غياب الخالق المُطّلع المُدبر الذي يعلم السر وأخفى. قد يُخطّط أولئك القوم ليشغلوا البشرية بأمر ما كَوَباء الكورونا، قد يتآمرون ويمكرون لتحقيق أجندة ظالمة تستعبد البشرية لحفنة منهم، لكنهم مهما فعلوا ومها أوتوا من مكر ودهاء لن يخرجوا عن تدبير الله الواحد الأحد الفرد الصمد الفعال لما يريد الذي لا تأخذه سنة ولا نوم والذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا. لعله غاب عن تفكير أولئك القوم أن لهذا الكون إلهاً فنصّبوا أنفسهم آلهة في هذه الأرض كي يستنزفوا خيراتها لمصلحتهم، لكن الله لهم بالمرصاد ومن حكمته أن يتركهم في طغيانهم يعمهون حتى حين، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر. 
"وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا".
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

نجم رضوان