هــو الــدِّيــــنُ يــدعـــو لـــروحِ الــوئــامِ
وروحِ الــمــحــــبَّـــــةِ بــيْـــــن الأسَـــــرْ
وإنَّ الــبــيــــوتَ عــلى الـــودِّ تُــبــــنـى
ولـيْــس عــلى ســـــاعـةٍ مِــن ضــجَـــرْ
فـإنْ عــكَّــرَ الـصَّـفــوَ بـعــضُ الأمــورِ
فــلـيْـس بـــهــذا الــــــودادُ انْــكـــسَــــرْ
وإنْ غـابـتِ الـشَّـمـسُ وقــتَ الـغـروبِ
فـــســوْف تـعــودُ وتـــســبـي الـنَّــظَــرْ
ومـهـــمـا تــمـــادَتْ بـــــذورُ الـخـلافِ
فــلا بــــــدَّ مـــن وَأْدِهـــا بـالـــفِـــكَـــرْ
ومهـــمـا تـشــظَّـتْ مَـنـاحي الــشِّـقـاقِ
فـــإنَّ لــنـــيـــرانِـــــهــا مُـــزدجَـــــرْ
وإنَّ لإبـــلـــيـــــسَ وَســــواسَـــــــــهُ
ولــكـنْ بـتـــقــوى الإلــــهِ انــــدحــرْ
فـلا تجــــعـــلا هــفـــوةً مـن لـســانٍ
تـقـودُ إلـى سَـقــطــةٍ فـي الـحُـــفَـــرْ
فكـمْ خـفـقـتْ في الـلَّـيـالي الـقـلـوبُ
تُهـامِسُ في الـوَصلِ طـيْـفَ السَّحـرْ
وكـمْ فــاح فــيـهـا عـبـيـرُ الـزُّهـورِ
كـما فـاح في الـرَّوْضِ بيـن الشَّجَـرْ
وكمْ غـــار في شَـدوِهِ الـعـنـدلـيـبُ
فـغـنَّـى وغــرَّدَ لــحــــنَ الـــوتــرْ
وكـمْ داعـبَـتْ نـسَـمـاتُ الـصَّبـاحِ
خُــدودًا كـسـاهـا بـهـــاءُ الـخــفَـرْ
وكـمْ عـرَّشـتْ بـالـغــرامِ الأمـاني
فخطَّتْ على القـلـبِ أحلى الصُّوَرْ
ألا عـــودةٌ لـلــزَّمـانِ الـجَــمــيـلِ
يَـبُـلُّ الـشَّـغـافَ ويُـحيي الـوطَـرْ
فما أجملَ الـرِّفـقَ في كـلِّ شـيْءٍ
وأجــمِــلْ بــرفـقِ إمـامِ الـبـشـرْ!
فـقد كـان يـقـفـو دروبَ الـوفـاق
ويـدعـو إلى الـصُّلْـحِ فـيـما بَـدرْ
وما أجمَل الوَصلَ غـبَّ الـبِـعادِ
يـعـاود مـا كـان فــيـهِ انحــسـرْ!
ألا بــارَك الله تـلــك الـقــلــوبَ
تـروم الـوفـاقَ يُـزيــل الـعـكَـرْ
وبـارَك ربِّي بـنـبـضٍ تـسامى
لـيشدوَ بالـحـبِّ تحـت الـقـمـرْ
فـإنَّ الأمانيَّ تـغـزو الــفــؤادَ
تـتـوق إلى غـدِهـا الـمـنـتظرْ
محمد عصام علوش