رؤية لواقع النقد الاجتماعي في بلادنا 
من خلال متابتعتي لكثير من صفحات الفيس البوك، أجد "حسا" نقديا عاليا لدى مواطنينا. وهذا الحس النقدي جزء من الجدل الذي يدور حول قضايا تهم المواطن، وهو أمر صحي ومقبول بل مطلوب من أجل تجذير ثقافة النقد البنّاء الذي يسهم في التطوير وتحسين مستوى الحياة على الصعد جميعها. ولكنه يتحول أحيانا إلى ضده. 
فقد لاحظت أن غالبية من ينتقد –للأسف- يفتقدون للمعلومات الصحيحة، فيقدمون معلومات مغلوطة للقرّاء، وهذا يسهم في تردي الوعي وعدم تحقيق المطلوب. ومنهم من يقوم بقراءة عجلى لخبر أو مقابلة أو مقالة أو منشور ثم يصدر أحكاما قطعية تبنىء عن عدم التأني في ذلك الحكم. ومنهم من يفتقد المعلومة والأسلوب، فتجد في منشوراته لغة مستنكرة ليس فيها سوى الشتم و السب وإطلاق الأحكام الجائرة على الآخر.  وهناك فئة ذات مصالح تنتقد بقصد تحقيق مصالح ذاتية.  ومنهم من لديه معرفة ومعلومات ولكنه يوظفها التوظيف الخاطىء، وهذا دلالة على غياب الفهم الصحيح للمفاهيم والأفكار، ولاينسى هؤلاء أن يقدموا أنفسهم ك"خبراء" لايشق لهم غبار. وعامة هؤلاء يبحثون عن شهرة فارغة وينتظرون مديحا ممن هم على شاكلتهم، وهم كثرة كاثرة في غياب ثقافة احترام الموضوعية والعلمية.
أما المخلصون من ذوي الخبرة  والمعرفة الحقيقية فهم قلة قليلة، لا تهمها الشهرة ولا تنظر إلى مصالحها الشخصية، وتحاور بهدوء دون إسفاف، وهذه للأسف الشديد ليس لها سوق رائجة ولا لأفكارها القبول المتوقع إلا عند الفئة المشابهة لها، لذلك تجد إهمالا لها بدعوى "المهادنة" أو السذاجة بل قد تتهم بالنفاق أحيانا.
د.صالح نصير