اغتصاب فلسطين بين سردييتن:سردية عروبية وسردية أعرابية متصهينة
لماذا هذا الحديث ؟
أصبح علينا أن نبين الواضح الذي لا شك فيه لبني قومنا ممن تاهوا في دروب خطتها الصهيونية العالمية ومضللين وأصحاب مصالح وقعوا في شراك الكذب و التزييف.
اغتصاب فلسطين بين سردييتن:سردية عروبية وسردية أعرابية متصهينة
تقول السردية العربية أن فلسطين أرض عربية فتحها المسلمون وحافظوا عليها من مكر يهود حتى جاء الغرب الإمبريالي فمكّن للصهاينة فاحتلها عدو غاصب، جاء من بلاد شتى محملا بالحقد التلمودي، والكراهية للأغيار و”الغوييم”. وسردية توراتية محرفة، استغلت ضعف العرب وتحالف الغرب الذي تخلّص من المسالة اليهودية على حساب العرب أهل البلاد الاصليين. هذه السردية الصهيونية استطاعت التمكن في تلك البلاد باستغلال الإعلام الغربي المسيطر عليه من قبل تحالف المال اليهودي و الإمبريالية الغربية المبنية على المادية الجشعة و التي احتفلت بالخلاص من صداع مزمن لقرون. واثمرت هذه السردية المحرّفة للواقع و التاريخ والدين، تعاطفا لدى صنّاع القرار الغربيين الذين وجدوا ضالتهم في بناء قاعدة تخدم مصالحهم لإبقاء العرب في حالة تخلف وصراعات دون أن تأخذ فرصتها في البناء و التقدم. وساعدها قوم من الغربيين ليس لديهم من الدين سوى عصبية ضد الإسلام وأهله. هؤلاء البروتستانت ممثلين بالإنجليين الجدد الذين يرون في قيام دولة لليهود بشائر لعودة المخلص كما يزعمون. فهم يؤيدون هذا الكيان لتدميره في النهاية حين تجتمع جنود المخلص ضد اليهود في المعركة الفاصلة في آخر الزمان “أنظر
https://www.aljazeera.net/news/politics/12/2/2020
واستطاع هذا التحالف التوراتي- التلمودي والبروتستانتي الإنجيلي أن يقنن للغرب و للعالم قوانين ويضع عقوبات على كل من ينكر هذه السردية البغيضة، فخرجت “اللاسامية” لتكون سيفا مسلطا على رقاب كل من يتساءل ويفكر بحرية ويصل إلى الحقيقة بإنكار هذه السردية ورفضها. فدفع هؤلاء ثمنا باهظا بالسجن و الغرامة والحرمان، فدفع كثير من المفكرين و المثقفين الغربيين من أمثال المرحوم رجاء جارودي والمثقف الفلسطيني الأمريكي إداورد سعيد والمثقف اليهودي
. نورمان فلنكستاين، وغيرهم ثمن دحض هذه السردية التوراتية. .
كما دفعت المنظمات العربية و الإسلامية التي قامت بجهد كبير ومقدّر في دحض هذه السردية التوراتية . فسجن كثير من الناشطين العرب والمسلمين، وترك البلاد قوم آخرون. كما أن الحديث عن جرائم الصهيوينة أصبح تحت مجهر منظمات يهودية -صهيونية كمنظمة “كامبس وتش” التي أسسها دانيال بايبز وستيفن أمرسون و وينفلد مايرز. كما أسس بايبز منظمة أخرى تقوم برصد كل ما يكتب ويقال عن تلك الجرائم والتشهير بهم وهي منظمة ميمري التي لها موقع بعدة لغات . وكذلك منظمة أوقفوا الإسلام في أمريكا ومنظمة اليهودية الأمريكية، والمنظمة اليهودية ضد التشهير وغيرها. كما أن أشخاصا تم اتهامههم بلا بينة بدعم “الإرهاب” الفلسطيني لدفع ملايين الدولارات لضحايا أمريكيين قيل أنهم قتلوا في القدس (أنظروا مواقع تلك المنظمات الهيوينة على النت
MEMRI.org, . https://freedomdefense.typepad.com/
https://www.meforum.org/campus-watch/8473/daniel-pipes
لقد أصبحت هذه السردية الصهيوينة محل شك لدى الكثير من الأمريكان و الغربيين الذين وصلتهم الحقيقة ورأوا بأم أعينهم جرائم الاحتلال كما حصل مع عضو الكونغرس عن ولاية فرجينيا جيم موران
إن الأعراب الذين ذكرهم القرآن الكريم ووبخهم على نفاقهم وخيانتهم للرسول الكريم ووقوفهم مع بني قريظة وبني النضير وبني وبني قينقاع، ويهود خيبر، لم يمت أحفادهم ، وهاهم اليوم يعلنون بلا أدنى خجل وقوفهم مع العدو الصهيوني. .
ومن خلال أحفاد ابن سلول ووأحفاد منافقي المدينة و الأعراب المجاورين لها تسللت السردية الصهيونية إلى بلاد الأعراب الذين لم يكن لهم تاريخ في الوعي بقضية فلسطين، ولم تكن لهم مساهمات حقيقية في دحض هذه السردية. وعندما قام نفر من الإسلاميين بتأسيس منظمات ضد التطبيع كان مصيرهم الاعتقال و السجن
لقد وظفت المسلسلات والأفلام و الصحف المشبوهة والمواقع التي يديرها أعراب منافقون في سرد رواية صهيوينية خالصة كما في مسلسل أم هارون وموقع إيلاف والعربية والعين وغيرها هذا التوظيف أثمر اليوم بهرولة لمسح التاريخ الإجرامي للصهيونية وتغيير تلك الرواية من أجل التمهيد لبناء صرح صهيوني يتمدد كالأفعى في معاقل الإسلام.
إن التحريف المقصود الذي تمارسه وسائل إعلام ومؤسسات أكاديمية ومراكز دراسات صهيونية الهوى في بلاد الأعراب للرواية الصحيحة عن الإحتلال، تم العمل عليه بهدوء وبتخطيط وتنسيق مع مؤسسات أمريكية وغريبة وصهيونية.. ..
إن دور المثقف و المفكر والمعلم و الأستاذ الجامعي والعالم الشرعي و السياسي النزيه أن يقفوا مع كل جهد لبيان هذه السردية وفضحها عبر كل وسيلة متاحة، حتى يبقى الجيل الحالي و الاجيال القادمة على وعي بهذه الجريمة التاريخية التي لن تصبح يوما حقا ولو خلع قوم جلودهم وانضموا إلى معسكر الأعراب. وتباهوا بمهانة وذلة وقحة ووقاحة بالاحتفال بلقاء العدو والصلاة معه و تردادالترانيم اليهودية، وإحياء السبت ووضع المينورا اليهودية على قوارع طرق بلادهم.
د.صالح نصيرات