“عيد بأية حال عدت ياعيد”
بالأمس تبعثه أم فيك تجديد؟

شهر الصيام مضى ما كان آنسه
العتق فيه من النيران موكود

لما علمت بأن العيد آذنه
فز الفؤاد وبي غص وتنهيد

فانسد سمعي من طرق الطبول دوى
في الأفق خالطه قصف وترديد !

والعابثون بلعب السيف قد فتنوا
والسيف باك وقلب السيف مكمود
والخيل تحجم لا تشتاق معمعة
النصر فيها وغير النصر محمود

تبكي الجياد أسى من طول هجعتها
حكرا على سبق للهو مرصود

يا ويح قومي كم في اللهو قد سدروا
والخطب جل وباع البغي ممدود

رانت على مقل اللاهين أغشية
فاستمرؤا الذل وهو الموت توكيد

الله يا وطني كم هجت من شجني
لما ذكرت بأني عنك مطرود

صه يا فؤاد ولا تهلك كذا أسفا
فالأهل سوسنة من عطرها العيد

في أرض كنعان هب المهر وانتفضت
كل الجياد وثار الشيخ والغيد

قد علمونا بأن العزم مقصلة
تفني الغزاة وأن الصقر رعديد

والجيش مرتزق طلاب مغنمة
والعدل مهزلة والغدر تلمود

فلنستفيق فلا وقت لسكرتنا
فالقوس مشرعة والسهم مشدود

والكف تهتف حين الكف تعضدها
أن الفداء جناه النصر توكيد

العمر يذهب والأجساد بالية
والنفس تمضي وطيب الذكر مشهود
…………………………
 علي خيري جرار