داليةُ الشوقِ

(من أين أبتدئُ القصيدةَ) سيدي
والروح في ولهٍ تروح وتغتدي؟

الهائمون مضوا إليك وعوّدوا
وأنا رهينٌ دون ذاك الموعدِ

قد شفَّني وَجْدي القديم وعَلَّني
ماذا أقول لشوقي المتجددِ؟

لو أن قلبي كان بين رحالهم
رجعوا ولكن ليس بين العوَّدِ

لو أنهم تركوه عند متاعهم
ونسوا بطيبةَ أو جوار المسجدِ

قلبٌ تعلَّق في هواكَ مودةً
وسوى رحابك مالهُ من مقصدِ

يتلمَّس الجدران عل خيالَهُ
يلقيهِ في أثرٍ إليك فيهتدي

في الروضة الخضراء يذرف دمعَهُ
فيجدَّدُ الشوق القديم ويبتدي

أهنا خطوتَ هنا غفوت هنا عقدتَ
لواء عزٍّ في الزمان الأمجدِ

وهناك حنَّ الجذع ثم ضممتَهُ
لو أنني جذعٌ بحضنك سيدي

العارفون قضوا إليكم نَحْبَهم
وأنا على شوقي لوصلٍ سرمدي

يا نورَ درب الحائرين وظلِّهم
ومبددَ الظَّلماء كلَّ مُبَدَّدِ

رجموك يا طه فصنتَ نفوسَهم
وعفوتَ لكنْ حقدهم لم يبردِ

أَشَهِدتَ يا مَلَكَ الجبالِ فقد سما
فوق الخلائق لم يغِلَّ و يحقدِ

من نور مشكاة الإله أتيتَ في
هذا الوجود الموحش المتبلِّدِ

فنثرتَ حبَّك في القلوبِ فأزهرتْ
للهِ كم تهوى القلوبُ وتفتدي!

أدركتَ بالحِلْم العظيم مراتباً
وعلوتَ بالأخلاق فوق الفرقدِ

متواضعٌ متسامحٌ ذو رحمةٍ
عدلٌ إذا عاهدتَ لستَ بمعتدِ

يا بسمةَ الأيتام تمسحُ دمعَهم
ورضاً على وجه الفقير المُجْهَدِ

يا غيثَ أرضِ المجدبين قلوبَهم
ودعاءَ ليل الساجدين العُبَّدِ

يا سيّد الثقلين جئتُك مثقلاً
كُلِّي ذنوبٌ غير حبِّ محمدِ

فاشفع به يا خير خير مشفَّعٍ
حتى أراكَ على زحام الموردِ

صلى عليك الله يا خير الورى
والآل والأصحاب ثم المقتدي

#منير_الجرفي