هذا الزّمانُ وهذِه الأيامُ
يَتشابَهُ الحُكّامُ والخُدّامُ

أَيُسَفّهُ الشيخُ الجليلُ ويُزدرى
وَيُمَجّدُ الكهّانُ وَالحاخامُ

في الهزلِ تَكتُبُ فائِضَا لكنّها
في الجدِّ دومًا تختَفِي الأقلامُ

أَيَعيشُ قولُ اللاعقينَ وشعرُهم
وَيكونُ حُكمَ قَصائِدي الإعدامُ

صَنعاءُ جُرحٌ غارَ في أعماقِنا
قد عادَ فِيها الزّيرُ والهمّامُ

أفعَى البَسوسِ هناكَ تنفُثُ سُمّها
أَلِأَجلِ ضَرعٍ تبدأُ الآلامُ ؟؟؟؟

يا ذا الحَجى ياذا البَصيرةِ دُلّنا
هل يستَوي الإِحجَامُ والإقدامُ

هل يستَوي من قالَ لا بِكَرامَةٍ
مَعَ مَن يُذَلُّ وَقولُهُ أنعامُ

قبلَ الخليقةِ قبلَ بعثةِ آدَمٍ
والقدسُ فيها الحَجُّ والإِحرامُ

يا قدسُ يا زيتونةً من جذرها
اشتقَّ نوحًا حَامُهُ والسّامُ

يا نخلَةً هزّت بتولُ بِجذعِها
فَتَساقَطَت رُطَبًا لها الأطعام

يا قدسُ يا بوّابَةً في نورِها
عرجَ النبيُّ المُصطَفى الختّامُ

ما نفعُ برجِ خليفَةٍ وَقَد انْحَنى
لمّا ثنى علياءَه الأقزامُ

رَكَعَت دُبَيُُ بِناطِحاتِ سَحابِهَا
حتّى النّعالِ تدوسُها أقدامُ

كنّا نظنُّ بأنّ فيكِ عروبةً
حتّى محَا بَصماتِهِ الإبهامُ

كنّا نظنُّ بأنّ فيكِ ديانةً
فَبَدت لنا الأنصابُ والأزلامُ

العَالَمُ العَرَبيُّ عَادَ قَبائِلًا
وَالجَاهِليَّةُ ضِدُّها الإسلامُ

فاستبشِرُوا باللهِ خيرًا إنّهُ
لا يُفلحُ الطُغيانُ والظلّامُ

منيف الرمّوني