يا سيّدَ الكونِ في صَحوي وإغفائي
   ويا مُنزّهُ عن مجهولِ إصغائي
  
ناديتُ باسمكَ فاسْمع ذُلَّ مَسألتي
   أن نَجّني يا رفيعَ الشانِ مِن دائي
  
مالي سِواكَ فقد ضاقَت بيَ الدُنيا
   وعَشّش الظُلمُ في صَدري وأشيائي
  
وأسكَنوا في صَميمي رُعبَ مِقصَلةٍ
   تُواصِلُ القَطعَ في قَومي وَأبنائي
  
وأتْرَعوني شَراباً طَعمُه عَفَنٌ
   وأقعَدوني كَسيرَ الفَقرِ والداءِ
  
وجرّعوني كُؤوساً ما لها عَددٌ
   شرابُها حَنظَلٌ يَسري بِأحشائي
  
وكنتُ أحسَبُ أنّ الأرضَ مَدرستي
   وَموطِني جَنّةٌ، والقُدسُ إيوائي
  
قَد أظلَمَ الكَون حتى باتَ في شَفقٍ
   مِرساتُهُ نُظُمٌ في سِفرِ هَجّاء
  
وكنتُ أقرَأ إنّا خَيرُ مَفخَرَةٍ
   وإننا مُنذُ صَدرِ الدَهرِ شماء
  
وإننا عَربٌ ما بَيننا قِيَمٌ
   أصيلةُ النَبتِ مِن خيرٍ وإنشاء
  
وزَيّنتْ صَبواتُ المَجدِ جَبهَتنا
   رُموزنا يملؤونَ الكونَ إغواء
  
ما أدركوا أننا نسعى لمَفخَرةٍ
   والقُدسُ تصرخ، والأقصى بِأصدائي
  
أناشِدُ القَومَ أن هُبّوا لِنَجدتِهِ
   قد أتلَفَ الصَبرُ في لقياكَ أعضائي
  
للهِ دَرّكَ مِن أقصى يُبارِكُهُ
   رَبُّ السَماءِ بِقُرآنٍ وإفتاء
  
قد زيَّّن اللهُ عَرشَ القُدس مِن قِدَمٍ
   وخَيرُ اسمٍ تَعالى فَوقَ أسمائي
  
للهِ دَرُّكَ يا أقصى وَموئِلُنا
   عَوداً إليكَ بنصرٍ فاتحٍ نائي

شعر:عدنان كنفاني