سيفُ الطغـاةِ تكسـرتْ أنصالُـه
وبغى بأرضـي خيلُـه ورجالُـه
وشكتْ بـلادي غيَّـه وغـرورَه
وغَشَى البلادَ ظلامُـه  وضلالُـه
بكتِ الرُبى لزهورهـا وثمارهـا
والروضُ تشكو دَوحُـه وظِلالُـه
من بعـد ماكـان الزهـوُّ لباسَـه
بلـدُ الشـآمِ تنكسـتْ أحـوالُـه
فـي ثـورة الحريـة  انتفضـت
لها بلـدٌ تهـبُّ جنوبُـه وشمالُـه
بلدٌ كمرصوص المبانـي  صفُّـه
وتجيبُ داعـيَ نصـرِه  أبطالُـه
أحرارَ سوريَّا رددتـم كيـدَ مـن
شهـدت علـى طغيانـه أعمالُـه
أوما رأيت النهـرَ يلفـظُ  مـاءه
حتـى جـرت بدمائهـم أوحالُـه
كم من وليدٍ قـد نشـرت دمـاءه
بين البـلاد وأنـت مـن يغتالُـه
أزهقتَ روحاً بالبـراءة  تكتسـي
ولقـد كستـك بجرمـه أثقـالُـه
ماذا نقمتَ مـن الرضيـعِ وأمِّـه
وبـأيِّ قانـونٍ يَـحُـلُّ  قتـالُـه
ونثرتَ حقدَك بالمساجـدِ قاصفـاً
فليأخـذنَّـك إثـمُـه ووبـالُــه
بشارُ لا بشـرٌ يـرومُ  صنيعَكـم
إلا بقـلـبٍ أُحْكِـمَـتْ أقفـالُـه
تلكم كؤوسُ الجَورِ مـن طغيانـه
فاضتْ وفـاض كراهـةً مكيالُـه
استـذأبَ الأسـدُ اللئيـمُ  خيانـةً
حتمـاً كمـا قـد نالهـا ستنالُـه
أوما عجبتم فـي الحيـاة لحالـه
أسـد وتأكـل منتـنـاً أشبـالـه
ربّى بنيـه علـى المذلـة رُكَّعـاً
قد ساء من ربّـى وسـاء  مآلُـه
خالفتَ شعبَك واتّجهْـتَ  مُحالفـاً
دينَ المجوسِ ومَنْ عتَـتْ أنذالُـه
كم ركعةٍ صلَّـى تجـاه  إمامِهـم
وَلَكَـمْ تُجَـرُّ خِلافَهـمْ أذيـالُـه
عجبـاً لحكـامٍ تخـونُ عهودَهـا
كـلٌّ يقـول : لشعبنـا  آمـالُـه
نادوا إلى وطنيةٍ فاعجـبْ  لمـن
قـد ناقضَـتْ أفعالَـه  أقـوالُـه
بالله مـا الوطـنُ الـذي يعنونَـه
أَتُرابُـه أم شَعبُـه أم مـالُـه  ؟!
سقطتْ دعاواهم بمنهـج  قمعِهـم
فالشعـبُ آخـرُ مايُحَـلُّ حلالُـه
وطنيتي فـي عزّتـي  وعقيدتـي
أرضاً وإنسانـاً يُصـانُ  جلالُـه
ماانفكَّ رابعُها سوى عـن  مُعْتَـدٍ
يبغـي الفسـادَ تـؤزُّه أرذالُــه
بشـارُ أبْشِـرْ بالمسيـرِ  مُكَبَّـلا
قد قيَّدتْـكَ علـى المـلاْ أغلالُـه
أوَليسَ في ( حُسْنيْ ) ادِّكَارٌ لِلأُلى
حَكَمُوا وقد ضُرِبَتْ لنـا  أمثالُـه
فلَتُسْأَلَـنَّ عـنِ الدِّمـاءِ بريـئـةً
يـومَ القيامـةِ إذْ أَتَـتْ  أهوالُـه
سوريـةٌ أرضُ الأُبـاةِ وشعبُهـا
شمختْ به رغمَ الطغـاةِ  جبالُـه
شعبٌ بنى بيتَ الكرامةِ  فاعْتلـى
ولسـوفَ يسكـنُ بعـده أجيالُـه
فاسلمْ لنـا بلـدَ الشـآم  مباركـاً
ولأهلِـه دامـتْ لهـم  أفضالُـه
شعر:عبدالعزيز بن عبدالله العزاز