كَجُرْذٍ هَرَب
تخفَّى بجُحرٍ له وانسحب
ومن قبلُ كانَ يُجعجعُ هذراً ويُلقي الخُطَب
ولم يدرِ أنَّ الزمانَ طواهُ ولم يُبقِ بين يديهِ سبب

هو الشَّعبُ قد قالَ فصلاً كلام
هو الشعبُ إن ثارَ يعلو الغمام
فهل يُستَلب؟

مججناك يا ثائر الخافِقَينِ .. فتَبَّت يدا فكرِكَ المضطرب
قرِفْنا التفلسفَ والإديولجيا وأخضرُك المصطلي كاللَّهَب

ألا تستحي أن تسومَ رجالَكَ سوءَ العذاب؟
ألا تستحي أن تُقَتِّل أزهى الشباب؟
ألا تستحي أن تصفْهُم كلاب؟

هو الشعبُ أعطاكَ حُكم البلاد
هو الشعبُ من قالَ يكفي فساد
فهل حقُّهُ يُغتصًب؟

كأن القيادةَ حُكرٌ عليك
ولم يبقَ في ليبِيا غيرَ مِسخٍ كشخصِكَ يغدو مليك
قرفنا الملوكَ قرِفنا الرُّموز
قرفنا التألُّهَ صِنوَ الشُّذوذ

فلا تتوهَّمَ أنكَ مُفردْ
وأيقن بأنَّ الشباب تجَرَّدْ
وما عادَ مُقعَدْ
فلا تختزلْ كلَّ تلكَ الجموعِ بشخصِكَ طَرْ
وصدِّق بأنكَ دون الرعيّةِ يَحدوكَ نكرْ
فهل بعد ذلك عُذر؟

كجرذٍ خسيسٍ تُوَلِّي هروب
وفي الأمسِ كنتَ تدقُّ طبولَ الحروب
إلى من .. أيا حسرتا، تنبري؟
إلى من رفعت شعاراتك الهُزلِ عبرَ الحُقوب؟
إلى من تَمادوا على القدسِ غِيَّاً بتلكَ الدُّروب؟

أ هيهاتَ؟! ..
إني أراك انبريتَ لأنقى الشعوب
لشعبكَ يا أيها المستبِدُّ تُكيلُ السِّبابَ وتُحصي عليهِ الذُّنوب

فتبَّت يداكَ وقد أوكتا
وقِيدَ على الخَصرِ منك الحطبْ
لتغدو عجبْ
وحاقتْ بدارِكَ منك الخُطوب

شعر:طاهر سماق