يا أيها المندس جورك عضني
فإذا سُـعرت لأن ظلـمك جـاني
طيرالأمان قنصته في موطني
وسرقت ضوء الحلم من أجفاني
وهتكت في مدني حدائق بهجتي
فجرى نزيف الورد من أغصاني
ولففت بطشك حول عنق ارادتي
وبترت – خوف الثائرين – لساني
وكــمـمــت أفـواه الرجــاء تحسباً
أن لايـجــيـئ بـخـالــدٍ إخـــواني
فمضيتَ ترقص عند نعش فجيعتي
وتــفــبـرك الآلام بالألــحـــان
ألـقـيـتـني في الـظـلـم ثـم بكـيـتـني
كــذبـا وقـلـت بــأنـهـا قـمصاني
أمســكـتُ جـرحـي عـاتبا ونهرته
أن لا يــكــون مـطـيـة الـطغيان
لـكـن أفـقـت عـلـى دمـي متـدفقا
مــن كـــل ركن في ربا أوطاني
أوغلت في ذبحي ودست محبتي
ونـحـرت روح الله في انــسـاني
روّعـت درعــا إذ أرقـت كرامـةً
وصـلـت حـمـاة فـحـمص بالجولان
طـلـعـت بـدوما شـمـسها وببرزةٍ
وتــألــقــت شُــعـلاًً عـلــى الميـدان
وأتـت الى ريف الشـمال فأعلنت
أن الحـيـاة مـواقــف الشــــجـعـان
يامن ذبـحـت الياســــمين بـجـلّق
وهتكت صــدر الحب في حورانِ
وصـفعت خــد اللاذقية عـنـدما
رفضت بأن تطـغى علـى الجيرانِ
ومضيت تلوي بانياس فما انثنت
وأبــت قـبـول الـــذل والــخــذلان
ياأيــهــا المندس أنت قـتـلـتـني
ومشـــــيت خلف جـنـازتي تنعاني
هذي بلادي أرض جدي مولدي
ان كـنـت لاتـدري فـذا عـنـوانــي
الحب بيتي والطوائف اســـرتي
بـالله تـجـمـعـها عـرى الايـمـان
ســمة الوجـود بأن يريك تنوعاً
يـأتـي بســـــرّ بـديـعـه الضِدان
فاذبح وريدي كيف شـــئت فإنه
قدرٌ ســــيرجم عصبة الشيطان
من فوهة الشـــــريان اني قادمٌ
ولســـوف تعلم غضبة الشريان
من كل لفتة خاطرٍ أو رعشــــةٍ
أو همســــةٍ أو دهشـــةٍ ستراني
فالأرض أرضي والهوى سوريتي
مـذ أن نشـــأت وحبها يغشاني
حُنّكت حبّ الشـــام مذ بلغ الهوى
قـلـبي فضاع الياســــمين لساني
انــي يـتـيـم تـهـت عــن حـريتي
فلـتـســــألوا عــنــها الذي أبكاني
واليوم جئت على حصاني كرامتي
ولبســــــتُ في أعراســـها أكفاني
كل الـذي أجــرمـتـه فـي مـوطني
أني خرجـت وفـي يــدي أغصاني
شعر:مصطفى حمادي