في ضمير ِ الكون إعصارٌ وأنواءٌ
بروقٌ ورعودْ
وغيومٌ داكناتٌ تحملُ الأهوالَ
تُنبي بالشتاءْ
في ضمير ِ الكون ِ نوحٌ وأنينٌ
وعويلٌ وبكاءْ
وجراحٌ أثخنتها لعنة ُ الشيطان ِ
فاستشرى العداءْ
واستفاقتْ في نفوس ِ السافلين َ الأدنياءْ
شهوة ُ التدمير ِ لذَّات ُ المظالمْ
وارتكاساتٌ إلى طبع ِ البهائمْ
نبشوا التاريخ َ بحثا ً في سجلات ِ العظائمْ
وتباروا في سباق ٍ وتباهي
كي ينالوا المجدَ في الترويع ِ والإرهاب ِ
في تنفيذ ِ مرذول ِ الجرائمْ
واستعانوا ، في غرور ٍ وعنادْ ،
بقوى التنين ِ والطاغوت ِ في قهر ِ العِبادْ
وتمادوا في ضلال ٍ وفسادْ
ينفثونَ الشَّرَّ ، أنفاسَ الرَّجيمْ
وسمومَ البغض ِ والكره ِ الأثيمْ
في دماء ِ الساقطينََ الخائبينْ
وقلوب ِ الظالمينَ المجرمينَ الحاكمينْ
وتمطى الشَّرُّ نشوانا ً
يسحَّ الموتَ في نُسغ ِ الحياةْ
ويلفُّ الكلَّ في دوَّامة ِ الأضغان ِ والثَّأر ِ الذَّميمْ
في صراع ٍ عبثيٍّ وانتقام ٍ
قد تأتَّى وتحدَّرْ
من عصور ِ الظلم ِ والتخريف ِ والجهل ِ البهيمْ
من عقول ٍ شوَّهتها هلوساتُ الدِّين ِ
والفهم ِ السَّقيمْ
ونفوس ٍ أسقمتـْها في العهود ِ التَّتريَّة ْ
تُرَّهات ُ الغيب ِ والتَّضليل ِ تسري كالوباءْ
و تسودْ
في شعوب ٍ كبَّلتها الهمجيَّة ْ
والفتاوى البربريَّة ْ
فمضتْ في غييِّها مخمورة ً تبغي الدمار ْ
تهدمُ الإنسانَ والمستقبلَ المنشود َ
ُترسي وتبقـِّي للصِّغارْ
عالما ً الشرُّ فيه ِ سيدٌ والخيرُ عارْ
عالما ً الظلم ُ فيه ِ سائد ٌ
والحقُّ مكسورُ الجناح ْ
عالما ً ينحو ويمضي
بجنون ٍ في طريق ِ الإنتحارْ
ومهاوي الإندثارْ

حكمت نايف خولي