وهبـتـكَ العمرَ غيـماً والـهـوى مطـرا
فهل سيعشب لي في راحتيك ثرى؟
..
يـا أيـهـا الــحـلُـمُ الــمــوءود يـا أمــلاً
عاف المساء يـتـيـمـاً لم يـجـد قـمـرا
..
فكم طـغى ليلكَ الداجي وما بـرحتْ
تستصرخ الفجرَ في جوف الظلام قرى
..
وكم سريـنـا رؤىً في ليـل غـربـتـنـا
ما سار طيـفك في أحلامـنـا وسرى
..
ما أدركتْ فيكَ روحي بـعدُ قـبـلـتَـها
لـكـنّ قـلبـي إلـيـهـا حـجَّ واعـتـمـرا
..
كـومـضـةٍ فـي ديـاجـيـهـا تـراودنـي
أطيـاف أمسٍ تراءى فـهو ليس يُـرى
..
ضاعت خطايَ تلاشت في غياهبها
نـوائـب الـدهـر لـم تـتـرك لـهـا أثــرا
..
ولم يـزلْ صوتيَ المبـحـوح من ألـمٍ
يشدو شجـونـك لحنـاً أحـزنَ الـوتـرا
..
نـاديـتُ لو يـسمـع الـتـاريخ أخـبـرهُ
عـن الـذي جـدَّ فـي أيـامـنـا وجـرى
..
رغم الذي كان يا ما كان من وجـعٍ
ما زلت يا سيدي أستـلـهم الـعِـبـرا
..
غدا ستشفى جراحي من نداك وذي
قـفارُ روحي ظِـمـاءٌ تـشرب المـطـرا
..
لم يـتـرك الليـلُ فـيـنـا ومضَ بـارقـةٍ
حتى قضى الحزنُ من أرواحنا وطـرا
..
يا أيـهـا الـوطن البـاكي ومن دمـنـا
نـزيـف شوقٍ بـطهر الرافدين جـرى
..
سيـورق الـصـبـر آمـالاً وأشـرعــةً
وتـعـبر المحـنـة الكبرى كمن عبـرا
..
بلى ستـعـبـر عملاقـاً فـأنـت لـهـا
بـاقٍ بـرغم ظـلام اللـيـل مـنـتـصرا
..
نـهـواك حتى وإن غابت ملامحـنـا
يـبـقى لك العمرُ لو ناديت مُـدّخـرا
..
شعر: مثنى ابراهيم دهام