دَع راحَ روحِكَ إنْ غابوا وإنْ راحوا
هل يَشربُ الراحَ مَن في ثغره الراحُ

لا تيأسَنَّ إذا سُدَّتْ مسالكُها
لكلِّ بابٍ إذا ما سُدَّ مفتاحُ

لا تَحسَبَنَّ بيوت الراحلين خَلَتْ
إنّ البيوتَ لها نبضٌ وأرواحُ

إني لأسمع للجدران وشوشة
وللبقايا تناهيدٌ وأقداحُ

إنْ غَيَّبَ الدهرُ أحبابا بها سكنوا
فالدارُ تَذْكُرُ مَن كانوا ومَن راحوا

تجري الشموعُ دموعاً كلما اشتعلتْ
كذلك القلبُ صَداحُ ونوّاح

لا تفتح الجرحَ والأيامُ مُدبِرةً
فمبضعُ الدهرِ للأوجاعِ جَرَّاحُ

يا مَنْ ظننتَ كؤوسَ الشهدِ دائمةً
مِنْ تحت شهدِكَ نصفُ الكأسِ أملاحُ

إنَّ الورودَ لها الأشواكُ ما عبَقَتْ
كذلك العمرُ افراحٌ وأتراحُ

فالجاْ لربِّكَ إنْ ضاقتْ مسالكُها
إنَّ القلوبَ مع الرحمنِ ترتاحُ

صبحي ياسين