الطبعُ في النفسِ حَبْلٌ شُدَّ وانجدلا
ولن يغادرَ حتى نبلغَ الأجَلا

لن تَنْزِعَ السمَّ من أفعى وإنْ نَعُمَتْ
السمُّ باقٍ وإنْ أطعمتها العسلا

كم من صديقٍ جعلتُ الصدرَ منزلَه
لكنه حين ضاقت دُنيتي خَذلا

كم مِن مَهيضٍ شكا لَمْلَمْتُ دمعتَه
وحين جئتُ له مُستنصِرا جَفَلا

إياكَ إياكَ والشكوى إلى أحدٍ
وكن عليها إذا ما زُلزِلَتْ جبلا

أكابرُ الناسِ إنْ دارتْ دوائرُها
تسعى إليك تمدُّ الكفَّ والمُقَلا

وسَيِّءُ الطبعِ لو أوسَعتَه كَرماً
يأتي إليكَ بسيفِ الحقدِ مُشتعلا

إني صبورٌ على الأحبابِ ما فعلوا
ولي فؤادٌ إذا ما أذنبوا غسلا

ويشهدُ اللهُ طبعي انني رجلٌ
يستعذبُ المُرَّ حتى يقطفَ الأملا

يا مَنْ سكنتم عيوني والفؤادَ معاً
مهما فعلتم فلن أرضى بكم بدلا

أشبعتموني جراحاً لا شفاءَ لها
وحين جئتُكمُ أشبعتكمْ قُبَلا

صبحي ياسين