{{جِــرمٌ صـغـيـر ٌ }}

سُـبـحـانٓ مٓن خلقٓ الوجودٓ فـأبـدعـه
والكلُ موئِـلهُ إلى الله مـرجـعه

خلق السماواتِ الطباقِ بقولِ كُنْ
والأرض مـهـدها بِساطاً وسّٓعه

جٓـعـلٓ الجبالٓ رواسياً و دعائِـماً
والبحرُ يـعـلمُ مُـنـتـهاه ومـجـمـعه

والنهرُ سيّٓـرهُ وفـجّٓـرٓ مائٓـهُ
أجراهُ من بين الصُخور وأنــبٓعه

آياتهُ في الشمسِ عند بُـزوغِـها
والـبـدرُ سـرُّ جمالهِ هو مـطـلِـعه

خلقٓ العوالِـمٓ بـقـتدارٍ كُـلِّها
هو كافـلٌ رزقُ الجميع ووزّعـه

{{جِــرمٌ صـغـيـر ٌ }} بين ذالكٓ كُـلِّـه
هو ابنُ آدمٓ في الحـياه ما أروعـه

من نُـطـفـةٍ سـواهُ ثُـمّ يُـمـيـتُـهُ
هو قادرٌ بعدٓ المماتِ لِـيُـرجـعه

يا ابن آدم قُل بربكٓ مالذّي ؟
أغراكٓ في الـشيـطان حتى تــتـبعه

أو ما علمتٓ بأنّٓهُ أعدٓى العِدا
ويريد أن يُــغويكٓ أنّٓـىٰ تُــقـنـعه

ظلمٌ تـفشى في العباد ويالهُ
ظلمُ العـبادِ لبعضهِم ما أبـشـعٓه

ولكلِِ جبارٍ طغى في أرضهِ
فاللهُ مـقـتـدرٌ عليهِ لـيقـمـعه

هي هكذا الدنيا وهذا حالٓها
دارُ بــتِـلاءٍ وامــتـحانٍ مُـوجعه

فاللهُ أوجدنـا ويعلـمُ حالنا
وبكل فردٍ في الحياة ِ و مـوضِعه

أعـجب من الإنسانِ يـمضي تاركاً !
دنياهُ لا … لا شيء يأخذهُ معه

إنّٓ الزمانٓ تبدلت أطوارهُ
تتقلبُ الأحوالُ فيه مُسرعه

فتنٌ تداعت ليس يُعرفـ أصلُها
حار اللبيبُ بها وقضّٓت مـضجعه

هذي بلادُ الشآم انـظُر ما بها
درات كؤؤسُ الموتِ فيها مُـترعه

واسأل عن اليمنِ السعيد وحالهِ
أوجاعهُ البأسى فمن ذا أوجٓـعه؟

والشـرقُ والغربُ صِـراع واهمٌ
فوضىً نٓـرى هذا الـضـيجــيـجُ ومـعمعه

شيخ كبيرٌ طاعنٌ في سِـنِّه
يتـفـطرُ القلبُ الشجيُ لِــأدمُـعه

والحالُ عسُـرٌ لم يجد في أكٓـله
لو كِـسـرتٌ مِن خـبـز حتى تُـشبِـعـه

طـفـلٌ يـمـوتُ مـن الجـلـيـد وعاطـشاً
يا أمِ مُـوسى لـم يُــلاقي مُـرضِـعه

وفتىً يُــشٓرّٓدُ في بُــزوغِ شـبـابِه
حتى تـمـنى أن يُــلاقي مـصـرعـه

فاللهُ لـيـسٓ بـغـافـلٍ عـمّٓـا يُـرى
فـأحاطٓ عِـلـماً بالـجـمـيـعِ ويٓـسـمٓـعه

اللهُ أرحــمُ بالـخـلائـقِ كُــلِّـهـا
ما اللهُ خـالـقُ خـلقهِ لِـيُـضٓـيِّـعٓـه .

@ مـحـمــــد درويش الـشـريـف @