يا دار
يا دارُ شوقي إلى مرآكِ يُضْنينا
طالَ الفراقُ وما جفّتْ مآقينا

لو أستطيعُ عدوْتُ اليومَ لاهثةً
لكنّ جيشَ العدا يُردي غوالينا

تحيا طيوفك في الجفنين ماثلةً
والسور يحرسنا والسّروُ يُخفينا

وا حسرتاهُ حُرِمنا منكَ ياوطني
غدَوْتُ نازحةً والهمّ يكوينا

إنّ الصّهاينة الأوغاد قد سلبوا
أرضي هنا كان أجدادي ميامينا

يا ويل قلبي إذا الذكرى لنا عبَرتْ
وأزهرَ اللوزُ خلّاباً لِيُشجينا

وغرّدَ الطيرُ ملتاعاً لِغيْبتِنا
هذي حساسينُ روضي كم تُنادينا

هناك ذكرى أبي يحنو يدلِّلُنا
هناك أمي من التّحنان تروينا

هناك عمّي وخالي قُربُهم سكَنٌ
جيرانُ ودٍّ بهم طابت أماسينا

واليومَ يوجعني كم واجهوا مِحناً
فالاحتلال كؤوسَ السمّ يسقينا

لكنّ اهلي بإيمانٍ يُوجِّهُهم
ثاروا على الظلم ما هابوا الملاعينا

وبالحجارة إن الطفل طاردهم
وبالمُدى ولَكَم أمضَوا سكاكينا

وبالصواريخِ إذْ تسري مُدَوِّيةً
نحو الجحورِ مضَوْا فيها جراذينا

وثورةُ الشعب لا تنفكّ ماضيةً
حتى تُحقِّقَ لي أغلى أمانينا

شعر ليلى عريقات