حيرة مغترب.

“عَارٌ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَهْنَا بَعِيشَتِهِ
وَ أَهْلُهُ فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ أَغْرَابُ”

غَادَرْتُ لَيْلًا ثَرَى الْفَيْحَاءِ مُنْقَبِضًا
وَ بَعْدَمَا انْقَطَعَتْ لِلْعَيْشِ أَسْبَابُ

هَلْ نَرْكَبُ الْبَحْرَ نَسْقِيهِ مَدَامِعَنَا
فَالدَّمْعُ بَحْرٌ أُجَاجٌ حِينَ يَنْسَابُ

أَمْ نَسْلُكُ الْبَرَّ تَدْمَى مِنْهُ أَرْجُلُنَا
وَ حَوْلَنَا مِنْ كَثِيرِ الْوَحْشِ أَنْيَابُ

ضَاقَتْ بِنَا الْأَرْضُ بَعْدَ الشَّامِ قَاطِبَةً
يَا شَامُ بَعْدَكِ كُلُّ الْأَرْضِ سِرْدَابُ

فَأَيْنَ نَمْضِي وَ هَذَا الْكَـوْنُ يُنْكِرُنَا
وَأُغْلِقَتْ فِي مَدَى الْآفَـاقِ أَبْـوَابُ

وَ مَا يَـزِيـدُ مَـآسِـينَا وَ شِقْـوَتَـنَا
أَنّا لَنَا خَلْفَ تِلْكَ الْدَّارِ أَحْبَـابُ

صَارَ الْوُجُـودُ بِلَا مَعْنى بِأَعْـيُـنِـنَا
وَ هَــدّنَا كَـمَـدٌ مِنْ بَعْـدِمَا غَـابُـوا

فَهَلْ نَعُـودُ إِلَى أَحْضَـانِ بَلْدَتِـنَا
أَمْ حَظُّـنا أَنَّنَا فِي الْمَوْتِ أَغْرَابُ؟

وسيم عمّار (قصائد من الشرق)