6 ديسمبر, 2022 حياة مغترب
حيرة مغترب.
“عَارٌ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَهْنَا بَعِيشَتِهِ
وَ أَهْلُهُ فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ أَغْرَابُ”
غَادَرْتُ لَيْلًا ثَرَى الْفَيْحَاءِ مُنْقَبِضًا
وَ بَعْدَمَا انْقَطَعَتْ لِلْعَيْشِ أَسْبَابُ
هَلْ نَرْكَبُ الْبَحْرَ نَسْقِيهِ مَدَامِعَنَا
فَالدَّمْعُ بَحْرٌ أُجَاجٌ حِينَ يَنْسَابُ
أَمْ نَسْلُكُ الْبَرَّ تَدْمَى مِنْهُ أَرْجُلُنَا
وَ حَوْلَنَا مِنْ كَثِيرِ الْوَحْشِ أَنْيَابُ
ضَاقَتْ بِنَا الْأَرْضُ بَعْدَ الشَّامِ قَاطِبَةً
يَا شَامُ بَعْدَكِ كُلُّ الْأَرْضِ سِرْدَابُ
فَأَيْنَ نَمْضِي وَ هَذَا الْكَـوْنُ يُنْكِرُنَا
وَأُغْلِقَتْ فِي مَدَى الْآفَـاقِ أَبْـوَابُ
وَ مَا يَـزِيـدُ مَـآسِـينَا وَ شِقْـوَتَـنَا
أَنّا لَنَا خَلْفَ تِلْكَ الْدَّارِ أَحْبَـابُ
صَارَ الْوُجُـودُ بِلَا مَعْنى بِأَعْـيُـنِـنَا
وَ هَــدّنَا كَـمَـدٌ مِنْ بَعْـدِمَا غَـابُـوا
فَهَلْ نَعُـودُ إِلَى أَحْضَـانِ بَلْدَتِـنَا
أَمْ حَظُّـنا أَنَّنَا فِي الْمَوْتِ أَغْرَابُ؟
وسيم عمّار (قصائد من الشرق)