لغتي وأفخر
……

مَـنْ أعْـجَزَ الـتَأويلَ والـكُـتَّابَـا
وسَما على كل الوجود وطابَـا

بقليلهِ في القولِ فاق معاجـماً
فَـاسْـتَعْجَزَ العجمان والأعـرابا

هو لم يكن في الناسِ إلا أسوة
تَـسْـتَـنْـهُـضُ الأخـلاقَ والآدَابَـا

ليضيء ليلَ الحائرينَ ولم يزل
فـي هـديـهِ نَـسْـتَفْْـتِحُ الأبـوابـا

هذا البليغُ غزا القلوبَ فصاحةً
وحَـصَـافَـةً كـم حـيَّرت ألْـبَـابَـا

يا قِـمةَ الإعْـجَازِ ما برح الـورى
ومـداك يفـترش السـماء قـبابَـا

لـغَـةُ البَـيانِ لديك بحرٌ سـائـغٌ
مَـدَّ الـقُـرُونِ لـمـن أرادَ شَـرابَـا

يـا سـيدَ الـكَـونين كـل نُبـُوءَةٍ
بِـكَ لـم تُحِطْ أو قَـارَبتْ أعـتابا

لكَ في ثناءِ الكونِ كلُّ فضيلـةٍ
ظَلَّت على أُفـقِ الحياةِ سـحابـا

هذي السـماءُ إلى لقاكَ تَـهـيَّـأت
نحـو الـعَـلاءِ تَـفَـتَّّحت تـرحـابَـا

ناداك ربـك يـا محـمد فاقـترب
واسـأل لعَـمْـرُكَ ما أردت مجابا

ما كان من عبث وأنت حبيب من
أدنَــاك قَـوسَ المُـنتهى أو قـابـا

بلسانِ يعرب إذ تخاطب من له
سَـجَـدَ الـوجـود تضرُّعـاً وأنـابـا

أولاك دسـتور الحـياة مُـتمِّـمـاً
دينَ السَّـمـاحة شِـرعةً وكـتـابـا

لُـغَـتي وأفْـخر أن يُعَـانق دُرُّهَـا
جَـيد الـقـريض فتُـبهر الإعجابا

فَـبِـها تطوفُ المفردات عـوالماً
غَـراء ينسـجـهَـا الـضِّـيا أثْـوابـا
…..
صلاح العشماوي