من يرسم الفجر؟

كُنَّا أُسُوُدًا يهابُ الكُفْرُ دَاعِينا
واليَوْمَ صِرنَا نعَامًا في بَوادِينا

كُنَّا أُباة لنا صَولٌُ وَمَلْحَمَةُُ
وَكَمْ تَغَنَّى بِهَذا العِزّ مَاضيِنا

وَالْيَوْمَ غَربُ أَتَى بِالزَّيفِ يسحرنا
ويَهْدِمُ الدِّينَ لا دُنيا ولا دِينا

وَيَنْفُثُ السُمَّ من أَحْشَائِهِ طَربًا
كم يَطْربُ الزور والجور الثعابينا

مِنْذُ افْتَرَقْنا وَ ظِلُّ الخَصْمِ يَتْبَغنا
وَنَارُهُ قَد غَدَتْ كالجَمْرِ تُصلينا

شِقَاقُنا شَقَّ وازْدادتْ مَوَاجِعهُ
وَصَارَ من جُرحِنا يَمْحُو تآخِينا

وغايةُ الغربِ في تشتيتِ أمتنا
من أجلِ يغتال توحيدَ القوى فينا

والنذلُ يرضي بإِذلالِ العدو ومن
يستعذب المر يسقينا ويشقينا

لم يرتضِ الخصمَ غير الإنتقامِ لِما
أصابه ذاكراً يرموكَ…….حطينا

مَعَارِكُ اليوم في ِالحَاسُوبِ دَائِرة
وَنَحنُ في غَيِهبٍ يَغْشى ليالينا

من يَرْسُم الفجرَ في أنسام ِ واحتِنا
ففجر أُمتنا كالّليـل يغوينـــا

غدت شعوبي بهذا الحال يائسة
لا ترتجي في حياة الذل تمكينا

نُصارِعُ النَّفْسَ والشيطان خاذِلنا
فهل لنا من سبيلٍ ننصرُ الدينا

نعم لنا عندما تصحو ضمائرنا
بِصَحْوةٍ تستعيدُ المجدَ والطينا

محمد الدريحيم