(يـا مِـعـوَلَ الـهَــدم)

إلى مَن يهاجم الحديث النَّبويَّ الشَّريف، ويشكِّك في السُّنَّة النَّبويَّة وفي رواتهما:

يـا مِـعـولَ الـهَـدمِ لـن يـرقـى بـــكَ الأمَــلُ لهَـدمِ مـا تـبـتـغي فـالشَّرعُ مُكـتـمِـلُ

والـشَّـــرعُ قــرآنُ ربِّـي فـــيـهِ مُـعـجـــزةٌ وسُـنَّـةٌ من سـنـاها الـنَّـاسُ قـد نهـلوا

تــنـاقـــلَــتْــهــا مـن الأجـــيــالِ سِـلْـسِــلـةٌ كـما نـمـاها إلـيـنا الـصَّحـبُ والأوَلُ

قــد مَـحَّـصـوهـا بحـرصٍ فــيــه تَـفــلِــيـةٌ ما طالهـا قـبلَـهـمْ في العِلْـمِ مُـشتغـلُ

كـانـتْ لـهـا في صـدور الـقــومِ أوْعِـــيــةٌ صانـت دقـائـقهـا مـمَّـا تَـشي العِـلَـلُ

وصـدَّروا (الـجَـرحَ والـتَّعــديـلَ) في ثِـقـةٍ حـالُ الـرِّجـالِ بـها كالجُـرحِ يَنـدملُ

وبـيَّــنــوا مـا أتـى الـوَضَّــاعُ مِـن كـــذِبٍ وما بها مِـن ضعـيـفٍ نـالـه الخـطلُ

وأفــردوا لــلــصَّحـيـحِ الـكُـــتْـبَ خــالــدةً وفي هُـداها يَـصِحُّ الـقـوْلُ والعـمَـلُ

وكـان حـــبُّ رســـولِ اللهِ يَــحــفِـــزهُـــمْ إلى الـتَّحقُّـقِ فـيـمـا مـنـه قـد جهِـلوا

فـقـــلَّــدوه جـمــيـــعًــا فــي حــيــاتِــهِـــمُ عـبـرَ الـقـرونِ وكان الحـقَّ ما فعـلوا

مُــذْ كــان بـيـنـهـمُ أضــحى لـهـمْ مــثــلًا وكـلُّـهُــمْ بــرســـولِ اللهِ مُـنــشَــغِـــلُ

لـمْ يـتـركــوا من صــغـيـرٍ دَقَّ فـيــهِ ولا كبـيـرِ شـأنٍ وعـنه الـقـومُ قـد غـفـلوا

بـل إنَّـهـمْ خــبـروا أشـــكـالَ زيــنـــتـــهِ وكـيـف كان على العـيْـنـيْـنِ يَكـتحـلُ

وكـيـــف كـان إذا مــا بــات مـجـتــمِـعًـا مـع الـنِّـساءِ بــوَصلٍ قــامَ يَـغــتَـسِـلُ

كـانـوا الـقــريــبـيـن مـنــه فـي فـعـائـلِـهِ وكـان أفـضلَ مَـن يـمـشي ويَـنـتـعِـلُ

والعِلْمُ في الصَّدرِ لا في السَّطرِ يُحرِزهُ عـقـلُ الـلَّـبـيـبِ وفيه الـنُّورُ يـشـتعـلُ

ماكـنـتَ تعــرفُ عـن حـالِ الـرُّواةِ ولا عـن طـالـبٍ لـحـديـثٍ كـيـف يـنـتـقـلُ

وكـيـف يَـقـــطَــعُ شُـــطــآنًــا وأوْدِيَـــةً ولـيْـس يـثـنـيـه عنه السَّهـلُ والجَـبَلُ

حـتى يُـحَـصِّـلَ شـيـــئًـا مِـــن مــآثِــرهِ من قبلِ أنْ ينقضي في العيشةِ الأجَلُ

فـيـا جَـهـولُ إذا مـا كُـــنــتَ ذا سَــفَــهٍ فـاعـلـمْ بـأنَّـك قـد أزرى بك الـمَـثَلُ

“كـنـاطِــحٍ صـخـرةً يَـومًـا لِـيـوهِـنَـهـا فـلَـمْ يَـضِرها وأوهى قـرنَـه الـوَعـلُ”

إنَّ الـتَّــشَـهُّــدَ في الإســـلامِ مُـقــتـرنٌ بـذِكْـرِهِ لـيْـس يـومًـا عـنـه يَـنـفـصلُ

مـا قـد رأيـتُــك في الأيَّـــام مُـنـتـقِـــدًا إلا الـرَّسـولَ وقـد قـالـت بـه الـرُّسُلُ

وكلُّـهُمْ من هُـدى الـرَّحـمـنِ مُـقـتـبسٌ وكــلُّـهُــمْ لإلـــهِ الـــكَــونِ يــمـتـثــلُ

مـا قـد رأيْـتُــك في الأيَّـــام مـنـتـقِــدًا هــذا الـتَّـغَــوُّلَ والــذُّلَّ الَّـذي يَـصِــلُ

وما سـمعــتُ كلامًـا مـنـكَ في حـدَثٍ أقـولُ لـلـنَّـاس أنــت الـفـارسُ الـبطلُ

ومـا طعـنـتَ بـشعـرِ الجـاهِـلِـيَّـةِ مُــذ كــان الـــرُّواةُ لــه صَـدرًا إذا نـقــلـوا

ألـمْ ترَ الطَّعنَ إلَّا في الحـديـثِ سرى كـالـنُّـورِ؟ فـكِّــر مَـلِــيًّـا أيُّـهـا الخَـبـلُ

إنَّ الحـديــثَ لــوحــيِ اللهِ تـجـلــيــةٌ وإنَّــه لَــــبـــوحـــي اللهِ يـنــهــــمــــلُ

تخـشى الأنـامَ ولا تخـشى الإلــهَ ولا تـخـش الـرَّسولَ وبـالأوهـامِ تـشتـغـلُ!

يا ســيِّــدي يـا رســولَ اللهِ مَـعــذرةً إذا جــنى حـاقــدٌ رثَّــتْ بــه الـحِـيـلُ

وكـان يحـسـبُ أنَّ الـقــوْلَ ثـرثــرةٌ ولـيـس يُـسـعِـفُـه سَــطْـرٌ ولا جُــمَــلُ

كـأنَّ لـوْثـة مـجــنـونٍ إلـيـهِ سـرَتْ فـلـيْس يـدري بـما يَـهذي به الـرَّجُـلُ

مـا نـالَ قـطُّ مـن الـمخـتارِ ذو أشَـرٍ أوْ طـالـه مَـن دهــاه الـتِّـيهُ والـزَّلَــلُ

فـمـا تـزحـزحَ يومًـا عن مـكـانـتـهِ أو رفـــعـةٍ فـيـه في تَـسـيـارهِ زُحَـــلُ

محمد عصام علوش