قم وصالح
إنما الدنيا مصالح
واترك الجسم المُسجَّى في الطريق
للضواري الجائعات
ودمي المسفوح ريًا وخِضابا
للعرايا المومسات
وبني صُلْبي اليتامى
للمهاوي والشتات
قم وصافح
فاليد الطولى التي اغتالت أخاك
لوَّحت بالمال حِفناتٍ
وأطباقِ الثريد
والصبايا
والقبائح
إن “ جسَّاس“ الذي لم يعطني شربة ماءٍ
حين موتي
سيدير النيل في منحاك حتمًا والفرات
وسيبني مسجدا أقصى بديلا
في رباك
وكذا قدسا جديدا
حيث قد يهوى هواك
قم وسامح
لا تناطح
وانس شاتيلا و صبرا
وصنوفًا من مآسٍ كالليالي السود أخرى
وحقول الموت تترى
إنما الخيل التي كانت أعدت للأعادي
قد كبت في حبلها مثل الذبائح
وسيوفٌ كم أضاءت درب مجدٍ
صدئت في غمدها المشئومِ
ما عادت تنافح

حمدي الطحان