يا قدس

يا قــدسُ منكِ العفوُ بعد المعذرهْ
فالخيلُ صَرعى والسيوفُ
مُكسَّرهْ

فرسانُنا مضغ الزمانُ قلوبَهم
فالرأيُ هُزْءٌ والمواقفُ مَسْخرهْ

وشبابُنا شربَ الرصيفُ شبابَهم
ونساؤنا فوق الفراشِ مُعَطّرهْ

يا قدسُ أنتِ يتيمةٌ فــي أمّــةٍ
باتت رجولتُها تعاني الغرغرهْ

لا تفتحوا بابَ العتابِ لأمّةٍ
سَكنتْ كرامتُها ظلامَ المقبرهْ

كم من أميرٍ في عباءةِ زاهدٍ
لكنه في فعله ما أقذرَهْ

كم من مليكٍ بال فـي سرواله
وتقولُ عنه كلابُه :ما أطهرَهْ

كم من دَعِيٍّ قـام يخطبُ ثائراً
وتقولُ عنه حروفُه :ما أحقرهْ

يا أيــهـا الملكُ العـقــورُ تـحـيـةً
مِنْ كلِّ كلبٍ فيك أبصرَ مَنظرَهْ

طبعُ التنازلِ فـي الملوكِ سجيّةٌ
وسفينهم صوبَ الخيانةِ مُبحِرهْ

يا قـدسُ غُضِّي الطّرْفَ عنا إننا
جيلٌ كرامته جهاراً مُهْدَرَهْ

لــولا شبابٌ تحـت قُبَّةِ صخرةٍ
زرعوا السنابلَ في الصدور الـمُقفرهْ

صبحي ياسين