………. جدران ساقطة ……….

أقصاكمُ الدربُ أم أعياكم الهدفُ ؟
فلترتدوا الصمتَ حتى يرجع الشرفُ

ولتخبروا الليلَ أن يأتي بمفرده
كي يستر الليل ما ارتجّت له الغرفُ

ولتخفضوا الصوتَ فالجدران صاحيةٌ
وسيئ الصيتِ بالجدران يلتحفُ

*
*
لا نركب البحر إلا عند صحوتهِ
وحين تنحسر الأمواجُ ننصرفُ

أو نصحبُ الناس إلا بعد تجربةٍ
لا يعذر الجود كفًّا خانه الكتفُ

بعض الصداقات للأوقات قاتلةٌ
من صاحب الناسَ غنى كيفما عزفوا

مذ ألفِ حزنٍ وباب الوحي منغلقٌ
وظل طيفي بباب الوحي يعتكفُ

كل القرارات قبل النوم كاذبةٌ
حتى يرافقَها في اليقظة الهدفُ

*
*
سنرحل الآن والزيتونُ في دمنا
وصخرة الله والأجراسُ ترتجفُ

لا تغلقوا الباب فالجدران ساقطةٌ
ما قيمة القفل والجدران تنجرفُ ؟

أنا المسافر في لحنٍ بلا طربٍ
وبعض ما يهمس العرافُ أو يصفُ

ملامح الفقر في دهري بدت رجلاً
فأين سيفُك يا فاروق يقتطفُ ؟

يا للعراء رجالٌ لا وفاء لها !!
يا للعزاء حبال مسها التلفُ !!

*
*
عبرتُ بالدمع حتى كاد يغرقني
وقاربُ الحزن مملوءٌ بمن ذرفوا

وسرت بالشوق حمالاً وهبتُ فمي
ليحملَ الضاد للدرب الذي نُسفوا

وكل من حاولوا تطويعَ قافيتي
وراودوا الحرف للتطبيل قد حُرفوا

طفلٌ تدكّ جدار الصمت صرختهُ
ليخبر الوردَ أن الشوك يرتجفُ

مذ قيل لي بسمةُ الأطفال قنبلةٌ
وضحكة الطفل من عينيَّ تنقذفُ

هذا هو الدرب فلنسرج قصائدنا
كي لا تثور على أصلابنا النطفُ

ما كان يفقدُ هذا الشعر هيبتَهُ
لولا الوصايةُ والتقليدُ والعلفُ

زهير السيلاوي