قصيدة

قانون الغاب
.
شعر / محمد عبده أفلح
.
خاطبني أحدُ الطُّلَّابِ
بحديثٍ زلزل أعصابي
..
في أمرٍ ليس له صِلَةٌ
بالصرفِ ولا بالإعرابِ
.
بادرني بسؤالٍ فجٍّ
:-ما معنى قانونُ الغابِ؟
.
فضحكتُ وقلتُ لهُ اسمعني
قد نال سؤالك إعجابي
.
الغابة من صنع المولى
خالقنا ربِّ الأربابِ
.
للغابة رونقها السحري
تمتازُ بجوٍ خلَّابِ
.
بالغابة أسرابُ ظباءٍ
وضباع مثل الأحبابِ
.
وأرانبُ تقفز في مرحٍ
بسرورٍ فوق الأعشابِ
.
الغابة حب وسلام
والثعلبُ جارُ السنجابِ
.
والليثُ الأبيض يحميها
من كل شرور الأغرابِ
.
الغابةُ فيها كيت وكيت
أطلتُ الشرحَ بإسهابِ
.
فتنهَّد وهمستُ لنفسي
:-أفحمهُ المسكين جوابي
.
هيئته أصبح مقتنعاً
فلأذهب قبل استجوابي
.
أوقفني قبل مغادرتي
وغدا كالشخص الأرهابي
.
هل حقاً تحسبني طفلاً
و طيورُ الجنة أصحابي
.
الغابةُ يحكمها الأقوى
من أهلِ المخلبِ والنابِ
.
الغابة تشبهنا جداً
خرفان في وجه ذئابِ
.
عالمنا الثالث منتهكٌ
لا وقتَ لسرد الأسبابِ
.
والوطن العربي قتيلٌ
أرداهُ صراعُ الأحزابِ
.
وغدونا قطعان نعاجٍ
يرعاها بعضُ الأعرابِ
.
لا تفقه إلا شهوتها
والرفثُ وصبُّ الأنخابِ
.
للدين تُفصِّلُ أثواباً
شيعيٌ صوفي وهَّابي
.
سامونا ذلّاً وهواناً
أحقاباً تلو الأحقابِ
.
صدقني أنتم علَّتنا
يا أهل الحرفِ الكذَّابِ
.
أشقاكم كان لهم بوقاً
يتسلَّقُ مثل اللبلابِ
.
أجبنكم ما أنكر جرماً
قد أتقن دور المتغابي
.
جهَّلتم جيلاً مسكيناً
يا هذا الشيخ المتصابي
.
هيا أكتب شعراً غزلياً
كي تلقى بعض الإعجابِ
.
كالبرق الخاطف هاجمني
وأنا أومى بالإيجابِ
.
غادرني ملتفتاً شزراً
خلفني أزدردُ لعابي