27 مارس, 2017 كيف أحيا
عَلّمِينِـــــي فَمَـا بَلَغْـتُ المُـــــــرَادَا
كيْفَ أحْيَـــــا إذَا فَقَـــدْتُ البِــــلاَدَا
*
صِرْتُ أمْشِــي بِلاَ شِهَـــابٍ كَأنِّـي
غيْهَبٌ مُذْ رَسَمْتُ قلْبِـــي عِمَــــادَا
*
لَيْتَنِـــي مَا شَرِبْتُ هَـــذِي المَنَـافِي
أوْ غَمَـرْتُ الجِـــرَاحَ لَحْنًـا وَ زَادَا
*
كُلُّ لَيْــــلٍ تَـــذُوبُ كُـلّ المَعَــــانِي
فَـوْقَ حُلْـــــمٍ أرَاهُ يَبْكِـــي عِنَــــادَا
*
هْلْ سَيَحْيَـــا الجَمَــــالُ فِينَا غَرِيبًـا
قَيّدِينِــــي فَكَـمْ عَشِقْتُ الجِهَـــــــادَا ؟
*
لمْ أجِــــدْ فِي العيُـــونِ إلاَّ غَرَامَــا
كانَ وشْمًــــا يَـذُوبُ فوْقِــي حِـدَادَا
*
لمْ يَزلْ فِي الدِّمَاءِ يجْرِي وَ يجْرِي
قِطْعَــــةً فِي الفُــــؤادِ تعْلُو العِبَــادَا
*
قَاتلُـــــوهُ فهَــلْ سيبْقَــــى وَحِيــــدًا
قُــلْ بِأنِّــي لَقَـدْ مَلَلْـتُ اضْطِهَــــادَا ؟
*
يَاشمُـوعًـــا أرَاكِ خلْفِــــي بِدَمْــــعٍ
عَــانِقِينِــــي لكَــيْ أرُدَّ الجَــــــوَادَا
*
إنَّ سيْفِــــي وَ لوْ تدَاعَــــى زَمَـانًـا
قَـدْ تجَلَّــــى بكُلِّ شَـــــوْقٍ زِنَــــادَا
*
لاَ تَخَـــــافُــوا مِنَ العَــــذابِ فَإنَّــا
مَاخُلِقْنَــــا لكَـــيْ نَعِيشَ جَــمَــــادَا
*
تَأكُــلُ النَّـــــارُ كُلّ يَــوْمٍ رُبُوعًـــا
لَهْفَ نفْسِـــي فهَـلْ سَأغْــدُو رَمَادَا؟
*
أحْرِقِينِـــي لَعَـــلَّ يَوْمًـــا سَأشْـــدُو
إنَّ قلْبِــــي مِنَ الغَـــــرَامِ تَمَـــــادَا
*
أيُّهَـــا الظُّلْــــمُ كيْفَ صِرْتَ نَبِيًّـــا
فِي بِــــلاَدِي أمَـا سَرَقْتَ الفُــــؤَادَا ؟
*
إنْ يَكُـــنْ فِي يَدَيْــــكَ ألْفُ سـِـلاَحٍ
لاَ نُبَــــالِـــي فَقَـدْ غَدَوْنَــــا مِــدَادَا
*
لمْ نَعِشْ بالدِّمَــــــاءِ إلاَّ شُمُـــوعًــا
أوْ وُرُودًا وَإنْ خَطفْتَ الحَصَــــادَا
*
كلُّ شَـــيْءٍ علَى يَديْـــــــكَ تَدَلَّـــى
غيْرَ حُلْمِــي وَ إنْ تلَظَّــى وَ عَـادَا
*
لنْ تمُـــوتَ القلُوبُ خلْــفَ اللَّيَالِـي
إنْ تَشَظّتْ فَسَـــــوْفَ تحْيَــا فُـرَادَا
*
نَحْـنُ حُلْـــــمٌ بكُلِّ مَعْنًـــى نُغَنِـــي
فاعْذِرُونِــــي إذَا تـرَكْتُ المَـــزَادَا
محمد الصالح بن يغلة