26 مارس, 2017 حب الله
بحبُّ اللهِ تنتعشُ القلوبُ
وقلبُ البعضِ مِنْ حبٍّ يذوبُ
وكم خَفَقَ الفؤادُ لفاتناتٍ
فأجحدُهم ، إلى ربّي أَؤُوبُ
فحبُّكَ يا إلهي نَبْضُ قلبي
وما لسواكَ في قلبي نصيبُ
وكم مِنْ عاشقٍ في العِشْقِ أُضني
بعشقِ اللهِ دنياهُ تطيبُ
ومَحْرومُ الغرامِ يعيشُ ضَنْكاً
وليس لهُ بهذا العيشِ طِيْبُ
أخي في اللهِ فاحذرْ مِنْ غرامٍ
بهِ تَشْقَى وتُفْنيكَ الذّنوبُ
وفيهِ القلبُ يغدو في ضياعٍ
وتأخذُهُ لما يخشى الدّروبُ
أخي في اللهِ إنِّي خِبْرَةٌ في
قوانين الهوى فَطِنٌ لَبيبُ
لقد جرَّبْتُ هذا الحبَّ حتَّى
غدوْتُ معلّماً فيهِ أُجيبُ
وذقْتُ الشَّهْدَ من شَفَتيهِ خَمْراً
وكان المرُّ عنهُ لا يَغيبُ
فليس كمرِّهِ أبداً مَرَارٌ
وليس كشَهْدِهِ أبداً صَبيبُ
فحبُّ الفاتنات ولو بصدقٍ
يُخلّي القلبَ مِنْ هَمٍّ يَشيبُ
وحبُّ اللهِ مَقْرونٌ بوَصْلٍ
ولا يَشقى بهِ عَبْدٌ حبيبُ
وربَّ مُقَيَّدٍ في حبِّ خِلٍّ
بدونِ الوصلِ مُهجتُهُ تذوبُ
فيُحرَمُ مِنْ فراقٍ أو صدودٍ
بما يَأْباهُ تأتيهِ الغُيوبُ
ولو ذقْتَ الغرامَ بكأسِ وصلٍ
فعلقمُهُ تجرُّعُهُ وجوبُ
وقد تلقى بحبِّ اللهِ مرًّا
قليلاً فيهِ تُمتَحَنُ القلوبُ
وبعضُ الشّهدِ أحياناً مُميتٌ
وبعضُ المرِّ أحياناً طبيبُ
فخلِّ القلبَ مشغولاً بحبٍّ
بهِ تصفو ويرضيكَ الرّقيبُ
وناجِ اللهَ في لَيْلٍ بصدقٍ
بدعواتٍ يكلّلها النّحيبُ
ولو كانت ذنوبُكَ ليس تُحصى
فيغفرها برحمتِهِ المُجيبُ
ومَنْ أخذَ الغرامَ لهُ شَفيعاً
فلا واللهِ ذاكَ فلا يخيبُ
———-
محمود كرنو