قصيدة

بِأَرْضِ الإِبَــــــــاءِ تَلاَشَتْ سَرَابَا
وَنَخْوَةُ جَــــــــــدِّي تَزُورُ التُّرَابَا
وَحُرُّ الرِّجَالِ مِــــنَ الغَدْرِ ضَاقَتْ
عَلَيْـــــهِ الحَيَــــاةُ فَتَاهَتْ عَذَابَا
أَلِيْسَ بِأَرْضِ العُــــــــــرُوبَةِ قَوْمٌ
وَفِيهِمْ مِــــــنَ العِـزِّ يَجْلِو النِّقَابَا
وَقَلْبٌ مِــنَ اللَّحْـمِ مِثْــــلَ البَرَايَا
يُدَاوِي الجُــــرُوحَ وَيُهْدِي الصَّوَابَا
وَهَذِي الجِرَاحُ بَدَتْ مِــــنْ دِمَائِي
أَنِينًا بِصَخْـــــرٍ يَهُــــــــدُّ القِبَابَا
فَيَا عُرْبُ مَـــاذَا دَهَاكُـــــمْ أَفِيقُوا؟!
وَخَيْــــرُ البِلاَدِ تُخِيــــــطُ الثِّقَابَا
وَشَعْبٌ يَئِــــــنُّ مِـــنَ الظُّلْمِ قَهْرَا
وَوَحْـــــشٌ يَقُضُّ البِــلاَدَ خَــرَابَا
وُحُوشُ البَرَارِي مِــنَ الظُّلْمِ حَارَتْ
وَقَالَتْ حَصَادِي مَـــعَ الدَّهْرِ خَابَا
عَدَدْنَـــــا الفَرَائِسَ لِلْجُـــــوعِ عَدًّا
وَهَذَا الحِسَـــــابُ نَعاكُــمْ حِسَابَا
جَوَاكُـــــــمْ قُلُوبٌ وِلِلصَّخْرِ فَاقَتْ
فَغَارَ الحَدِيدُ مِــــــــنَ الحِقْدَ ذَابَا
بُيُوتٌ قِفَــــارٌ مِــــنَ الأَهْلِ جَفَّتْ
وَقَتْـــــلُ البَرَايَا مِــــنَ الرَّوْعِ هَابَا
وَدُخَّانُ سُحْبٍ غَــــدَا مِــنْ حَقُودٍ
يُضَاهِـــــي النُّجُومَ وَيَعْلُو السّحَابَا
وَسَيْلٌ مِـــــنَ المَوْتِ فِي كُلِّ سَاحٍ
يُمَنِّــي النُّفُـــــوسَ فَصَــارَتْ مَآبَا
إِذَا كَانَ دَمْـــعُ الرِّجَــــالِ حَصِينٌ
فَلَــــمْ تَبْقَ إِلاَّ الدُّمُـــــــوعُ جَوَابَا
وَعَيْنِي عَلَيْكُمْ مِـــنَ الحُبِّ جَادَتْ
دَمًا بَعْدَ حُزْنٍ عَـــنَ الدَّمْـــعِ نَابَا
أَلَمْ تَسْمَعُوهُمْ مِنَ القَهْــــرِ صَوْتٌ؟
يَشُقُّ الجِبَـــــــــالَ وَيَعْلُو الضَّبَابَا
أَيَا أَهْلَ دِينِــــــــي أَغِيثُوا الأَيَامَى
فَلَمْ يَبْقَ حَيٌّ مِـــــنَ الجُورِ غَابَ
قَرِيبٌ غَرِيبٌ مِــــنَ المَوتِ يُسْقِي
فَلاَ الدَّمْعُ كَـافِ وَلاَ الخَوْفُ تَابَا
وَلِلْحَيِّ يُهْدِي مِــــنَ الرَّوْعِ شَطْرًا
وَلِلْقَبْرِ يَمْضِي فَلاَ مَــــــــنْ أَعَابَا
إِلَيْكَ دُعَـــــائِي إِلَهـــــِي وَرَبِّي
تُزِيلُ الكُـــــرُوبَ وَتُلْغِي العَذَابَا
وَيَضْحَى الشَّتَاتُ إِلَى النَّاسِ جَمْعًا
وَيَأْوِي الغَرِيبُ إِلَـى الأَهْـــلِ بَابَا
بلقاسم غقبي