يظنُّ الغربُ قدْ بلغَ الحضارَهْ *** ومنها لمْ ينلْ إلا القُشارَهْ
فلا يبني الحضارةَ غيرُ دينٍ *** جنى منْ يستظلُّ بهِ ثمارَهْ
فما نفعُ التمدُّنِ دون خُلْقٍ *** قويمٍ في دُجى الدُّنيا منارَهْ؟
وما نفعُ العلومِ إِذا استحالتْ *** سلاحًا يهدمونَ بهِ الحضارَهْ؟
وَما نفعُ الفنونِ وَقدْ غزاها *** دُعاةُ العرْيِ مذْ صارَتْ تجارَهْ؟
وَما نفعُ الرِّواياتِ التي كمْ *** تعمدَّتِ البذاءَةَ وَالإِثارَهْ؟
كَمِ الآدابُ قدْ منحوا دَعيًّا *** جوائزَها وَلمْ تكُ عنْ جدارَهْ
وَكَمْ جعلوا منَ الإلحادِ فكرًا *** وفلسفةً لمنْ رفضَ الطَّهارَهْ
سلوا من نظَّروا للغرْبِ دهْرًا *** ألمْ يرَ مبصرٌ منكم عوارَهْ؟
فقد عرفوهُ مجتمعًا لئيمًا *** بهِ لا يعرفُ الإِنْسانُ جارَهْ
وكمْ هُدمتْ به أسرٌ وَصارَتْ *** كملجأٍ يُتَّمٍ هدَموا جدارَهْ
سلوا منْ فيه قد عاشوا سنينًا *** أيرضى في لظى الفحشِ انصهارَهْ؟
سلوا نغلًا يُبيحُ زَواجَ أنثى *** بأنثى، كيفَ قنَّنْتَ الدَّعارَهْ؟
وَكيفَ غدا اللِّواطُ حُقوقَ مرْضى *** لهمْ وجبَ العلاجُ بلا استشارَهْ؟
وكيفَ الغيدُ تعرضُ في النَّوادي *** عرايا مثلَ أحذيةٍ مُعارَهْ؟
وكيفَ تقامُ أعيادٌ جهارًا *** بها تُفتضُّ للغيدِ البكارَهْ؟
جواد يونس