قصيدة

إذا ذُكرَ الحبيبُ أهيمُ شوقـاً
وأسألُ يــا تُرى ألنـا يشـوقُ ؟
.
رســول الله يا بدراً تجلّــى
أضأتَ الكون فازدانَ الشّروقُ 
.
أيا مبعوثُ قبلكَ كم ضللْنـا
و بعد رسالةٍ عُرف الطريقُ
.
أيا أملا ليومِ الحشرِ تُرجى
شفاعته و أنت بها حقيـقُ
.
فهذا المصطفى قد نال عزّاً 
إذا الميـلادُ يذكرهُ نتــوقُ 
.
عليك صلاةُ ربّي كلّ يومٍ
عسانـا للجِنانِ بهــا نفــوقُ
___________
مختارية بن غالم

قَدْ خَيَّبَ الظَّنَّ مَنْ سَمَّيْتَ يا فَوْزي *** وَرُبَّما خَسِرَ الْمَرْجُوُّ لِلْفَوْزِ
فَلَمْ يَكُنْ بِمُفيدٍ غَيْرَ مَنْ ظَلَموا *** وَما اسْتَفادَ سِوى الْإِغْراقِ في الرِّجْزِ
يا مَنْ رَمَيْتَ بِسَهْمِ الْجَهْلِ مَنْ فُتِحَتْ *** لَهُ خَزائِنُ كَنْزٍ لَيْسَ لِلْكَنْزِ
هذا إِمامُ الدُّعاةِ الْغُرِّ إِذْ وُهِبَتْ *** لَهُ مَفاتِحُ ما في الْآيِ مِنْ رَمْزِ
هذا الَّذي فَسَّرَ الْقُرْآنَ دونَ هَوًى *** وَما اشْتَكَتْ بِئْرُهُ يَوْمًا مِنَ النَّكْزِ 
هذا الَّذي عَطَّرَ الْقُرْآنُ سيرَتَهُ *** فَكَيْفَ أَصْبَحَ مَرْمى الْهَمْزِ وَاللَّمْزِ؟!
هَلْ أَصْبَحَ السِّتْرُ جُرْمًا كَيْ يُحَرِّضَنا *** عَلَيْهِ شَيْخٌ يُجازى الْيَوْمَ بِالْهَمْزِ؟!
إِنَّ الْحِجابَ لَحِرْزٌ لِلَّتي عَرَفَتْ *** بأنَّها دُرَّةٌ تَحْتاجُ لِلْحِرْزِ
ما كُنْتَ تَجْرُؤُ أَنْ تَغْتابَ عالِمَنا *** لَوْلا الَّذي أَصْدَرَ التَّصْريحَ بِالْغَمْزِ
ماذا أَفَدْتَ بَني مِصْرَ الْكِرامَ سِوى *** إِشاعَةِ الْفُجْرِ وَالتَّطْبيلِ وَالْهَزِّ؟!
مَسَخْتَ بِاسْمِ الْفُنونَ الذَّوْقَ يا قَزَمًا *** فاقَ الشَّياطينَ في التَّضْليلِ وَالْأَزِّ 
بَحَثْتُ لكِنْ، لَعَمْري، لَمْ أَجِدْ شَبَهًا *** لِمِثْلِ عَوْمِكَ في بَطٍّ وَلا وَزِّ
فَكَمْ سَبَحْتَ مَعَ التَّيّارِ في بَلَدٍ *** قَدْ بَدَّلَ الْغَدْرُ فيهِ الذُّلَّ بِالْعِزِّ
نافَقْتَ كُلَّ ظَلومٍ باتَ يَحْكُمُها *** وَقَدْ أَجَدْتَ فُنونَ النَّطِّ وَالْقَفْزِ
وَلا أَقولُ: مِنَ الدّيدانِ أَنْتَ، فَمِنْ *** ديدانِ هذي الْأَراضي دودَةُ الْقَزِّ
غَدًا سَتَمْضي بِلا ذِكْرٍ وَلا شَرَفٍ *** فَلَيْسَ يُسْمَعُ لِلْجُهّالِ مِنْ رِكْزِ 
__________________
جواد يونس

قد غادر الشعراءُ من متردّمِ
لا بل عرفتُ الدار بعد توهّمِ
لكننّي لمّا رأيتُ رسومها 
فاضت دموعي عندها بتألُّمِ
وتحشرجتْ في الصدر ألفُ عبارةٍ
وتسمّرتْ كلماتها عند الفمِ
يا دار أهلي بالعراقِ حزينةً
لا لستِ وحدكِ في الأسى فلْتعلَميْ
كلُّ البلاد حزينةٌ من أجلها
لبستْ سواداً شابَهُ لونُ الدمِ
في كلّ يومٍ تُستباحُ محارمٌ
حتى الصغار من الأذى لم تسلمِ
يا دار أهلي بالحياة تشبّثي 
واستقبلينا في فمٍ متبسِّمِ
ولتسمعي ما قال صاحبُ عبلةٍ
وتردّديهِ بصوتكِ المترنّمِ
يا دارَ أهلي بالعراق تكلّمي
و عِمي صباحاً دار أهلي واسلمي
توفيق الحمد