15 ديسمبر, 2016 معنى أن يموت صبي
لا وقـتَ لـلخوفِ أو للشعرِ في حلبِ
مـا أوحـشَ الأرضَ بـالقتلى بلا سببِ
مــا أبـعد الـشعر عـن أمٍ بـلا ولـدٍ
وعــــن ثــلاثــةِ أطــفـالٍ بـــدون أبِ
وعــــن إذاعــــةِ أخــبــارٍ مــزايــدةٍ
بـمـــن يـــراقونَ بــيـن الـزيـتِ واللهبِ
ســـواهُ غـصـة شـامـيٍّ بــلا كـتـفٍ
يــرى حـفـيديهِ مـعـجونين كـالرطبِ
يـرى الأسِـرةَ بـعد الـقصفِ خـاليةً
مــن الأحـبـةِ والأجـسـادَ فـي عُـلَبِ
أنـامُ وحـديَ فـي الـتسعين سـاهرةٌ
بـيَ الـمشاعرُ إلا أن أكـونَ نـبي !
رأيــتُ وجـهـي فــي الـتلفازِ سـيدةٌ
تـبـثُ حـزنـي حـتـى عـظـمة الـذنبِ
عـلى الـعروبةِ حـزني لا عـلى أحدٍ
فـلم أصـبْ بـسواها كـونها نـسبي
هــي الـبـقيةُ مــن عُـمـرٍ قـتـلتُ بــهِ
مـن الـولادةِ "هـذا مـا جناهُ أبي"
ومـــن ألــومُ ؟ ألــومُ الأرضَ عـاجـزةً
عـــن الـنـهايةِ يــا بـالـونةُ انـثـقبي
عـلـى الـعـروبةِ لا أحـيـا ولـو كـذباً
ويـعـلـمُ اللهُ لا أبــقـى عـلـى كــذبِ
خـــذوا دزيــنـةَ أنـفـاسـي بـأمـنـيةٍ
أريدُ وعدَ رجالٍ : لا يموتُ صبي !
أنــامُ وحــديَ يـا مـن نـامَ سـامرها
ولــم تــزل تـتـمشى فــيَّ فـي دأبِ
أنــامُ عـنـكِ وعــن أهـلـي مـنـاصفةً
ولا أفــيـقُ عـلـى دنـيـا مــن الـتـعبِ
يـكـادُ يـدمـع نـعـشي إذ أُســرُ لـهُ
بـأن يـكونَ خـفيفاً حـين يذهبَ بي
خـرجتُ مـن شـفة الـمعنى بـلا عتبٍ
كـمنْ يـقشرُ حـبَ الـفستقِ الـحلبي
محمد الغيثي