سَتأتينا الصَّـواعِقُ حارقاتٍ …
رِقابٌ للمُدى عَطـْفاً وجَرْ
.
لأنّـا، كُلـَّما نـادى المُنـــادي …
تـَرَكـْنـا قـَلـْبَنا يَلقى الحَذَرْ
.
تـَقـَسَّــمْنا، وكُنـّا ألفَ حِزْبٍ …
وَصُرْنـا زُمْـرَةً لسْـنا بَشَرْ
.
وصِــرْنا كُلُّ مَنْ فينا عُقُوقاً …
وَسَمْعاً قدْ أصَمَّ وَقَدْ فَجَرْ
.
جُنُـونٌ حالـُنا كالثَّوْرِ صِـرْنا …
أكـِلـْنا كُلـُّنــا، لا، لا مَفـَرْ
.
أتَتْنا النّـارُ تـأكُلُ مـا بـأرْضٍ …
وَلَنْ تُبْقي هَشيماً أوْ تَذَرْ
.
بِــلادي مُلْتَقـى دَمْعِ الثَّـَّكـالى …
بِلادي هَمُّها فاقَ المَطـَرْ
.
وَعَجْزي مِنْ مُحيطٍ مِنْ خَليجٍ …
وَدَرْبي بائِسٌ جادَ الحُفَرْ
.
فقـُلْ لي يا زَماني كَيْفَ أرْقى …
إذا كـانَتْ بِلادي تَحْتَضِرْ
.
ننــامُ الليْلَ في خَوْفٍ وظـَنٍّ …
بِذَبـْـحٍ، واقـْتِتـالٍ أوْ سَفـَرْ
.
ألسْـنا أمَّةً كـُنــَّا نُجُــوماً …
ونمضي بالهُدى سِحْرَ الصُّوَرْ؟
.
وكانَتْ أمَّتي تـَخْطـو بِنـَصْرٍ …
وكانتْ عِزَّتي مَـدَّ البَصَــرْ
.
وكانتْ رايَتي مِنْ شَرْعِ طهَ …
مَناراً، مِشْعَلاً، خيْرَ البَشَرْ
.
فما دُمْنا إلى الغَيْرِ اتـِّباعاً …
سَيَبْقى الدَّرْبَ ما فينـا عَثـَرْ
ــــــــــــــــ
 موسى أبو غليون.