تَحُفُّ بِنَا المَخَاطِرُ وَالأَعَادِي // وَتُغْرِقُنَا الكَوَارِثُ وَالعَوَادي
وَنَحْنُ نَغُطُّ فِيْ نَوْمٍ عَمِيقٍ // وَنَجْهَلُ مَا يُدَبَّرُ لِلْبِلَادِ
وَنَحْنُ كَمَا تَرَانَا دونَ عَقْلٍ // نَهِيمُ مَعَ الهَوَى فِيْ كُلِّ وَادِ
كَأَنَّا رِيشَةٌ بِمَهَبِّ رِيحٍ // بِهَا تَلْهُو مِنَ الرِّيحِ الأَيَادي
وِمِثْلُ سَفِينَةٍ فِيْ البَحْرِ تَاهَتْ // بِغَيْرِ هُدَىً تَسِيرُ وَلَا رَشَادِ
غَدًا نَبْكِيْ دَمًا لَمَّا يُنَادِيْ // عَلَيْنَا فِيْ المَزَادَاتِ المُنَادي
نُبَاعُ وَنُشْتَرَى فِيهَا مَتَاعًا // رَخِيصًا بَيْنَ أَسْوَاقِ الكَسَادِ
غَدًا سَنَعَضُّ مِنْ نَدَمٍ يَدَيْنَا // عَلَى مَا كَانَ مِنْ هَذَا الفَسَادِ
أُحَذِّرُ مِنْ شُرُورٍ قَادِمَاتٍ // وَأُنْذِرُ مِنْ مُلمَّاتٍ شِدَادِ
غَدًا سَتَجُوسُ هَذِيْ الأَرْضَ خَيْلٌ // أَرَاهَا قَدْ تَدَاعَتْ لِاحْتِشَادِ
وَتَدْهَمُنَا بِشَرٍّ مُسْتَطِيرٍ // وَتَغْشَانَا كَأَسْرَابِ الجَرَادِ
فَنُمْسِيْ مِثْلَ مَا أَمْسَتْ ثَمُودٌ// بِلَا أَثَرٍ وَنُصْبِحُ مِثْلَ عَادِ
وَتَحْرِقُنَا بِحِقْدٍ مَزْدَكِيٍّ // سَيَنْتَظِمُ الحَوَاضِرَ وَالبَوَادي
يَمُدُّ إِلَى بَنِيْ صَهْيُونَ كَفًّا // تُطَالِبُ بِالحُلُولِ وَالاتِّحَادِ
وَكَمْ مِنْ قَبْلِ هَذَا بُحَّ صَوْتِيْ // وَكَمْ أَفْنَيْتُ فِيْ صُحُفٍ مِدَادي
كَأَنِّيْ لَمْ أُخَاطِبْ غَيْرَ صَخْرٍ // بِمَا خَاطَبْتُ أَوْ سَمْعِ الجِمَادِ
شعر : سعيد يعقوب