أَصْــبُـو لـلـنَّـصرِ وأَنْــطُـرُهُ …. وشِـقـاقُ الـعُـرْبِ يُـؤَخِّـرُهُ
وإذا مــــا لاحَ لَــنــا أَمَــــلٌ …. هَـــبَّ الأفَّـــاكُ يُــدَمِّـرُهُ
بـالـقَهْرِ وحَـبْـسٍ لِـلـشُّرَفا …. بِـسـلاحِ الــذُّلِّ يُـسَمِّرُهُ
حَـكَـمَ الـكُـفَّارُ هُـنـا وَطَـنـاً …. بِـشَـريعَةِ غــابٍ تَـقْـهَرُهُ
وإِذا الــقُـرْآنُ يُـقَـرِّعُـهُمْ …. فـالـمُـفْتي سَـــوفَ يُــزَوِّرُهُ
وشُـيـوخُ الـسَّـوْءِ تُـداهِـنُهُمْ …. طَـمَـعاً بـالـمالِ تُـكَثِّرُهُ
والـمُـفْـتي زَيَّــنَ بـاطِـلَهُمْ …. وكَـمِـثْلِ الـحَـقِّ يُـصَـوِّرُهُ
جَــعَـلَ الــقُـرْآنَ مَـزامِـيـراً …. وعَـلَـى الأَلـحـانِ يُــدَوِّرُهُ
وإِذا مـــا نَــصٌّ صـادَمَـهُ …. مِــنْ آيِ جِـهـادٍ يَـكْـفُرُهُ(1)
كَـي يَـرْضَى عَـنهُمْ سَـفَّاحٌ …. فِـكْرُ الـماسُونِ يُجَرْجِرُهُ
إذ ظَــنَّ الأَمْـرَ قَـد انـتَظَما …. وجُـموعُ الـكُفْرِ سَـتَنصُرُهُ
لَــكِـنَّ الــلَّـهَ لَـــهُ مَــكْـرٌ …. بِـجُـيـوشِ الـــرِّدَّةِ يَـمْـكُـرُهُ
فــأَقـامَ دُعـــاةً تَـقْـهَـرُهُمْ …. وتُـذِيـعُ الـحَـقَّ وتَـنْـشُرُهُ
لَــمْ يَـخْـشَوا مَـوتـاً إِذ عَـلِـموا …. أَنَّ الـرَّحْـمَنَ يُـقَـدِّرُهُ
لِـجِـهـادِ الـكُـفْـرِ اسْـتَـعْمَلَهُمْ …. نِـعْـمَ الـتَّـدْبيرُ يُـدَبِّـرُهُ
هَــبَّ الـقَـسَّامُ يـناجِزُهُهمْ …. وسِـنانُ الـحَقِّ يُـناصِرُهُ
يَـفْـدِي الإِسْــلامَ بِـمُـهْجَتِهِ …. والـرُّوحَ الـغالِي يَـمْهَرُهُ
أَرضُ الـمِـعْراجِ بِــهِ طَـرِبَـتْ …. وعَـلَـى الأَبْـطالِ تُـؤَمِّرُهُ
فَـمَـضَى فــي الــدَّرْبِ بِــلا كَـلَـلٍ …. آيــاتُ الـلَّهِ تُـنَوِّرُهُ
يُـحْـيِـي الآمـــالَ بِـهِـمَّـتِهِ …. ويُـمِـيتُ الـكُـفْرَ ويَـقْـبُرُهُ
إِذ صـــالَ عَـلَـيـهِمْ مِـغْـواراً …. وأُسُــودُ الـحَـقِّ تُــؤازِرُهُ
جَـمَعَ الآسـادَ بِـمَأسَدَةٍ …. عَـرْشَ الـطَّاغوتِ سـتَنْخَرُهُ
هَـجَـرَ الأَوطــانَ عَـلـى دَعَــةٍ …. وأَتَــى مَــولاهُ يُـكَبِّرُهُ
تَــرَكَ الـنَّـعْماءَ بِـهـا زُهْــداً …. لِـيُـجاهِدَ كُـفْـراً يَـحْـصُرُهُ
وتَــرَجَّــلَ سَــيـفـاً بَــتَّـاراً …. وعَـبـيـرُ الـعَـنْـبَرِ يَـغْـمُـرُهُ
فَـجِـنانُ الـخُـلْدِ لَـهُ ازْدانَـتْ …. والـحُورُ الـعِينُ تُـسامِرُهُ
تَـبْـقَى ذِكْــراكَ لـنـا فَـخْـراً …. والـلَّـهُ لِـسَعْيِكَ يَـشْكُرُهُ
وعَـلَى ذا الـدَّرْبِ مَضَتْ أُسُدٌ …. تَتَوَلَّى الحَقَّ، تُظاهِرُهُ
فـالـلَّـهُ اخْــتـارَ الأُرْدُنَّـــهْ …. قَـلْـبـاً لـلـقُـدْسِ يُـشـاطِرُهُ
حَــمْــلَ الآلامِ وكَــــمْ ثَــقُـلَـتْ!…. لــكِــنَّ اللهَ يُـصَـبِّـرُهُ
ورِجـــالُ الأُرْدُنِّ انْــحـازَتْ …. لِـلْـحَـقِّ الأبـلَـجِ تُـشْـهِرُهُ
ضَـحَّـوا بـالـرَّاحَةِ فــي زَمَــنٍ …. فِـيهِ الأشْـباهُ مَـناظِرُهُ
نَــهَــضَ الأُرْدُنُّ فَــقـادَتُـهُ …. أُنُـــفٌ بــالأُسْـدِ تُــسَـوِّرُهُ
يــا ابــنَ الأُرْدُنِّ فــلا تـعجَز …. فـالنَّصْرَ يَـمِينُكَ تُـحْضِرُهُ
لا تَــرْضَـخْ يَــومـاً لـلـعُـمَلا …. بـالـعِـزِّ شَـرابَـكَ تَـعْـصِرُهُ
فــابْــنُ الأُرْدُنِّ بــإيـمـانٍ …. يَــدْعُــو لـلـحَـقِّ ويَـجْـبُـرُهُ
نَـشَـرَ الـتَّـوحِيدَ هُـنـا عَـلَـناً …. يَـدعُـو لِـلشَّرْعِ، يُـقَرِّرُهُ
وَيَــقـولُ: الـحُـكْـمُ لِــقُـرْآنٍ …. وصَــريـحُ الآيَــةِ يَـنْـصُرُهُ
ويَــرُدُّ الـخُـلْفَ لِـتَـشْريعٍ …. ذا كُـتْـبُ الـسُّـنَّةِ تَـنْـشُرُهُ
مَــنْ شَــكَّ بِـقَـولِي فَـلـيَنْظُرْ …. فـكِتابُ الـلَّهِ سَـيُخْبِرُهُ
فـاشْـتَطَّ الـعِـلْجُ لَـهُ غَـضَباً …. وبَـدا الـماخُورُ سـيَنْحَرُهُ
فـــازْدادَ يَـقِـيـناً بـالـمَـولَى…. ومَـضَـى لِـلـكُفْرِ يُـحَـقِّرُهُ
كـالـطَّـوْدِ الـشَّـامِـخِ نـاجَـزَهُم …. وثِـيـابُ الـعِـزِّ تُـدَثِّـرُهُ
كـالـشَّـوكَةِ يَـثْـقُـبُ بـاطِـلَـهُمْ …. بِــكـلامِ الـلَّـهِ يُـتَـبِّرُهُ
ما فَوقَ الشَّمسِ، فهامَتُهُ …. وعَلَى النَّجماتِ، فَمِنْخَرُهُ
أَعْــيـا صُـهْـيُـونَ بِـهِـمَّتِهِ …. كـالـلَّيثِ الـصَّـائِلِ مَـنْـظَرُهُ
ومَــضَــى لِــلـعِـزِّ بِـرِفْـقَـتِـهِ …. كُـــلُّ الأحْـــرارِ تُــعَـزِّرُهُ
بِـعَـزيـمَةِ لَـيْـثٍ مِـقْـدامٍ …. سَـتَـفُتُّ الـصَّـخْرَ وتَـصْـهَرُهُ
عَـجَـبي إِذ ثــارَ عَـلـى كُـفـرٍ …. قــامَ الإِرْجــاءُ يُـناظِرُهُ
مـــا كُــنْـتُ أَظُــنُّ ولا أَدري …. أَنَّ الأَشْـيـاخَ سَـتُـنْكِرُهُ
كـأبي هَيفا وعَلِي شَلَبي …. لِرِضَى المُسْتَعْمِرِ تَغْدُرُهُ
وكــذاكَ الـمَـدعُو بِـقُـرادٍ …. يَـرْضَـى بـالـزُّورِ… ويَـعْـذُرُهُ
يَـتَمَسَّحُ زوراً فـي سَـلَفٍ …. هَـذا الـكذَّابُ، سـأكْسِرُهُ
لَــو شـاهـدَ أَسْـلافِـي هَـذا …. فـسَتَبْرأُ مِـنهُ وتَـحْقِرُهُ
بِـئْسَ الأَشْـياخُ فـقد نَـشَروا …. فِـكْرَ الإِرْجاءِ، سأطْمُرُهُ
إذ عَـرَضُـوا فِـكْـراً مُـنْـحَطَّاً …. عَـقْـدُ الـسَّـلَفيَّةِ يَـدحَـرُهُ
فَــرأَى الـماسُونُ بِـهِمْ فَـرَجاً …. ومَـضَى لِـلكُفْرِ يُـطَوِّرُهُ
وبَـكَى" شـارُونُ " بِهمْ فَرَحاً ….. ومَضَى لِلهَيْكَلِ يَعْمُرُهُ
هَــزَّ الأَكْـتـافَ لَـنـا هُــزُواً …. وسَـطَـا بـالشَّعْبِ يُـدَمِّرُهُ
ومُـلـوكُ الأَرضِ لَــهُ نـامَتْ …. ولِـهَذا الـفِعْلِ سَـتَشْكُرُهُ
وشَـبابُ الـعُرْبِ قـد انْـحَلَّتْ …. مِـنْ عَـقْدِ الدِّينِ وتُنْكِرُهُ
وبِـحـارُ الــذُّلِّ بِـنـا مـاجَـتْ …. ومُـحيطُ الـعُهْرِ سَـنَعْبُرُهُ
فــإِذا أَعْـلَـنْتُ لَـهُمْ حُـكْماً …. فـالقَرْضا.. سَـوفَ يُـعَوِّرُهُ
أو ذاكَ الـمُقْرِئُ في المَبْغَى …. يَرْضَى بالعُهْرِ ويَستُرُهُ
جَـمَعَ الـعَمَيانِ لـهُ اللهُ …. فـمَتَى، أو كَـيفَ سَيُبْصِرُهُ؟!
مَـولانـا: يَـسـألُني ولَــدِي …. وظــلامُ الـفَـقْرِ يُـحَـيِّرُهُ:
هَــلْ بَـحْـرُ الـنَّـفطِ غَـدا إرْثـاً …. لِـشُيوخِ الـعُهْرِ تُـبَذِّرُهُ؟
وتَـبـيعُ بِــلادِي مَـجَّـاناً …. رَكِـبَـتْ شَـعْـبي تَـسْتَحْمِرُهُ
فَـتَـقَـيَّـأَ مُـفْـتِـيـنا هَــبَــلاً …. ودَنـــا لِـلـثَّـوبِ يُـشَـمِّـرُهُ
لِــيَـفِـرَّ لِـيَـلْـعَـقَ بُــسْـطـاراً …. وبِــعُـودِ الــنَّـدِّ يُـبَـخِّـرُهُ
هَـــذِي الـعُـمَـلاءُ مُـصِـيـبَتُنا …. رَكَـعَـت لِـلـذُّلِّ وتُـؤْثِـرُهُ
يـــا أَهْـــلَ الــحَـقِّ أَلا عَـــوداً …. لِـكـتـابِ الـلَّـهِ نُـوَقِّـرُهُ
قَـدَّمْـتُ الـنُّصْحَ لـكُمْ قُـومُوا …. بِـيَراعِ الـصِّدقِ أُسَـطِّرُهُ
كَـي نَـكْسِرَ شَـوكةَ مُحْتَلٍّ …. بِرَصاصِ الحَقِّ سَنُمْطِرُهُ
والـلَّـهُ الـقـائِلُ فــي آيٍ: …. مَـنْ نَـصَرَ الـدِّينَ سَـأَنْصُرُهُ
مَـــنْ قـــامَ لِـنُـصْرَةِ دَعْـوَتِـنا …. فـكـتابُ الـلَّـهِ يُـبَـشِّرُهُ
بـالـعَيشِ الـحُـرِّ وتَـمْـكينٍ …. ومَــعَ الأَبْــرارِ سَـيَحْشُرُهُ
يَـلْـقَى الـغَـفَّارَ بِــلا ذنْــبٍ …. فـالـقَتْلُ الـذَّنْـبَ يُـكَـفِّرُهُ
والـعُقْبَى سُـكْنَى فِـرْدَوسٍ …. عَـرْشُ الـرَّحمنِ يُجاوِرُهُ
مَـنْ شَـكَّكَ فـي هَـذي البُشْرَى …. رَبُّ الأربابِ يُصغِّرُهُ
فـانْـشَطْ لِـلـحَقِّ ولا تَـوجَلْ …. والأَجْـرَ أُعِـيذُكَ تَـخْسَرُهُ
بِـدِمـانا الـنَّصْرَ سَـنَسْطُرُهُ …. والأقْـصَى سَـوفَ نُـحَرِّرُهُ
ونُـعِـيـدُ خِـلافَـتَـنا قَـسْـراً …. بـالـعَدِلِ الـكَـونَ نُـسَـيِّرُهُ
ويَــكــونُ الــحُـكْـمُ بِـتَـشْـرِيعٍ …. آيـــاتُ الــلَّـهِ تُــقَـرِّرُهُ
ونُـعِـيدُ الَّـلـيلَ صَـباحاتٍ …. حُـلُمي قَـد قُـمْتُ أُفَـسِّرُهُ
إنْ كـانَ الـنَّصْرُ فَـذا أمَـلِي …. أو كـانَ الـقتْلُ، سَـأُبْهِرُهُ
لـكِـنْ عِـدْنِي إنْ سـالَ دَمِـي …. بِـرِصاصَةِ غَـدْرٍ تَـنْهَرُهُ
أنْ تَـكْـتُبَ مِـنـهُ عَـلَى جَـدَثِي …. بَـيتاً لا زِلْـتُ اُكَـرِّرُهُ:
بـالـقَتلِ سَـنَـحيا أَحــراراً …. فـي مَـقْعَدِ صِـدْقٍ نَـعْمُرُهُ
واكــتُـبْ بِـدِمـائي تـاريـخاً …. يَــزْدانُ بِـفِـعْلِي يَـذكُـرُهُ.
********************
 أحمد بن محمود الفرارجة.