أناْ يا دمشقُ مُسَربلٌ بالعارِ
ومُشرَّدٌ في الغابِ والأمصارِ
ومُسلَّمٌ عِرضي ليُنهَشَ جَهرةً
ومُفرَّقٌ لحمي على الفجّارِ
ومُسجَّلٌ منْ قبلِ موتي نعوَتي
والقبرُ قبلَ ولادةِ الحفّار
أنقاضُ بَيتي للرياحِ غُبارُها
تذروهُ يحملُ غضبةَ القهّارِ
ناديتُ قَومِي أمّتي فأجابني
رجعُ الصّدى وبقيّةُ الأحجارِ
لمْ يستثِرْ ذُلّي حميّةَ خالدٍ
وصلاحُ باتَ بقبضةِ الأشرارِ
وبلالُ جاءَ مُؤذّنًا لكنّهُ
وجدَ المآذنَ عُرضةً للنارِ
أناْ يا دمشقُ شهدتُ موتَ قضيّتي
مُذْ أصبحَتْ في عُهدةِ الدولارِ
لمْ أدرِ ماذا قدْ جنيتُ ولمْ أزلْ
مُتسائلاً هلْ ذاكَ مِنْ أوزارِي
أناْ يا دمشقُ عرفتُ سِرّ تعاستي
مذْ صارَ بينَ مُصيبتَينِ خَيارِي
أَيلانَ أو عمرانَ كلٌّ ميّتٌ
في عُرضِ بحرٍ أو حُطامِ الدّارِ
قدَري أُحاصرُ بينَ ربِّ عداوةٍ
ومُصاحِبٍ لمْ يرْعَ حقَّ جِوارِي
أناْ يا دمشقُ سأكتفي منْ خالقي
بسؤالهِ لطفاً بذي الأقدارِ
لا يؤلِمُ الجرحُ الذي ما مسّهُ
فليهْنَ منْ سلموا منَ الأخطارِ
___________
أيمن أبو عبيدة