قصيدة

بــكـاءُ أهــلِ الـعـراقِ الـيـوم أبـكـانا
ومـاجرى فـي ثـرى الـنهرين أدمانا
بــيـن الـمـجوس وبـيـن الــرومِ أمـتـنا
سـالتْ دمـاها وصـارَ الـرّبعُ نـيرانا
فـلـوجةَ الـعـزّ بـعد الـخصبِ جـائعةٌ
أطـفـالها قـد قـضوا ظـلماً وعـدوانا
يــــارُبّ أمٍ تــــرى أولادهــــا جـثـثـاً
وربّ شــهـمٍ بــكـى أهـــلاً وجـيـرانا
وربّ بـيـتٍ مـضى دهـراً عـلى فـرَحٍ
فــأدمــنَ الــيــومَ آلامــــاً وأحــزانــا
أرضَ الـرشيدِ أمـا فـي أهـلنا رشدٌ
يــادارَ جـعـفرَ كــمْ عـانـيتِ خـذلانـا
بـكيتِ حـتى بـكى الـتاريخُ مـافعلتْ
أيـدي الـذي عـادَ بـعد الـذلِّ طـعّانا
وصحتِ حتى لقدْ أسمعتِ معتصماً
فـي القبرِ كم هزّ صوتٌ منكِ أركانا
لــكـنّ مـــن يــدعـونَ الــيـومَ أخـيِـلةٌ
لا بــــــارك الله خــــــوّاراً وخـــوّانــا
يـا سـعدُ عادوا وما في قومنا رجلٌ
مـــن ذا يــؤدبُ يـافـاروقُ سـاسـانا
ربّـاهُ ضـاقتْ بـنا الأرجاءُ وانقطعتْ
كـــل الـحـبالِ عــداك الـيـومَ مـولانـا
………….
سالم الضّوّي

يَحِقُّ لَكَ احْتِفالُكَ بِـ(الْمَساخِرْ) *** فَحَتّى الْجَهْلُ مِنّا الْيَوْمَ ساخِرْ
بِرَبِّكَ أَيُّ قَوْمٍ مِثْلَ قَوْمي *** غَدا حُكّامُهُمْ مِثْلَ الضَّرائِرْ؟
وَهَلْ يَحْميكَ مِنْ سَيْفي سِواهُمْ *** وَأَجْهِزَةِ النَّذالَةِ وَالْمَخافِرْ؟
فَما ضَمَّتْ سُجونُهُمُ لُصوصًا *** وَلكِنْ كُلَّ مَظْلومٍ وَثائِرْ
وَمَنْ غَيْرُ ابْنِ أُمّي دونَ ذَنْبٍ *** بِغَزَّةَ خَيْرَ أَحْرارٍ يُحاصِرْ؟
فَجُسْ في الْقُدْسِ، لا تَخْشَ انْتِقامًا *** فَإِنّا الْيَوْمَ أَلْهانا التَّكاثُرْ
وَنَذْبَحُ أَجْمَلَ الْأَطْفالِ حَتّى *** بِشامِ الْفُلِّ زارَتْنا الْمَقابرْ!
وَدَمَّرْنا الْعِراقَ وَكانَ حِصْنًا *** لَنا مِنْ كُلِّ غَدّارٍ وَفاجِرْ
يُكَفِّرُ بَعْضُنا بَعْضًا جَهارًا *** فَمَنْ مِنّا بِحَقِّ اللهِ كافِرْ؟
وَنَتْلو (اقْرَأْ) وَلَمْ يَقْرَأْ كِتابًا *** طَوالَ الْعامِ مَنْ صَعَدوا الْمَنابِرْ
وَيُفْتينا رُوَيْبِضَةٌ أَجيرٌ *** وَمَنْ باعوا لِمَنْ ظَلَموا الضَّمائِرْ
وَفينا مَنْ يُسَمّي النَّثْرَ شِعْرًا *** إِذا فاضَتْ بِما نَثَرَ الْمَشاعِرْ
وَما مِنْ أُمَّةٍ عُرِفَتْ سِوانا *** تُسَمّي مَنْ أَجادَ النَّهْقَ شاعِرْ!
يَقولُ لِيَ الْيَراعُ كَفاكَ، إِنّي *** أَخافُ عَلَيْكَ مِنْ تَقْريرِ غادِرْ
فَقُلْتُ لَهُ: صَدَعْتُ بِأَمْرِ رَبّي *** وَخَيْرُ الشِّعْرِ حَقٌّ عِنْدَ جائِرْ
نَصَحْتُ لَهُمْ، فَإِنَّ الدّينَ نُصْحٌ *** لِمَنْ أُمِروا وَمَنْ يُعْطي الْأَوامِرْ
وَلا أَبْغي جَوائِزَ أَوْ عَطايا *** فَأَجْري عِنْدَ مَنْ يَبْلو السَّرائِرْ
جواد يونس