فَسادُ الْحُكْمِ يورِثُهُ السُّقوطا *** وَظُلْمُ الشَّعْبِ يورِثُهُ الْهُبوطا
فَإِنَّ الْعَدْلَ أُسُّ الْحُكْمِ دَوْمًا *** وَإِنَّ الْخَيْرَ كانَ بِهِ مَنوطا
وَكَيْفَ يَكونُ عَدْلٌ مَعْ فَسادٍ *** لِمَنْ حَكَموا غَدا ثَوْبًا مَخيطا
لَقَدْ كانَ الْفَسادُ كَعَنْكَبوتٍ *** وَكَمْ شَبَكَتْ مَعَ الظُّلْمِ الْخُيوطا
فَلَمْ نَهْدِمْ لَهُ بَيْتًا مَهينًا *** فَصارَ بِهِ سَنا وَطَني مَحوطا
وَمَدَّ لِكُلِّ زاوِيَةٍ ذِراعًا *** وَصارَ بِبَحْرِ قَوْمي أُخْطُبوطا
وَلَوْ أَنّا أَقَمْنا حَدَّ رَبّي *** عَلى السُّرّاقِ ما اجْتازوا الْخُطوطا
نَصَحْتُ لَهُمْ فَما اسْتَمَعوا لِنُصْحي *** وَشَطّوا في ضَلالَتِهِمْ شُطوطا
وَقالوا: أَخْرِجوهُ، فَقُلْتُ: حَسْبي *** بِهذا خاطَبَ الشُّذّاذُ لوطا
لَقْدْ ظَهَرَ الْفَسادُ بِكُلِّ أَرْضٍ *** وَكانَ بُحَيْرَةً فَغَدا مُحيطا
وَلكِنْ كانَ رَبُّكَ دونَ رَيْبٍ *** بِمَنْ ظَلَموا وَما كَسَبوا مُحيطا
وَأَغْرَقَ قَبْلَهُمْ فِرْعَوْنَ موسى *** فَدَعْ عَنْكَ التَّشاؤُمَ وَالْقُنوطا
__________________
جواد يونس