إذا خـلـتْ الـديـارُ مـن الإخـاءِ…
فـبطنُ الأرضِ خـير من بقائي…
هــي الـدنـيا ومـا فـيها عـزاءٌ…
ســوى ذكـرُ الـعبادة والـدعاءِ…
أيــا بـغداد يـا قـلبي وروحـي…
وصـدق الحبّ من خلُقِ الإباءِ…
روتـهـا دجـلـةُ الـخيرات صـدقاً…
وطيب الماء من طيبِ السقاءِ…
إلـيـها تـرحـل الـدنـيا إحـتـلالاً…
ويـمـضون الـغـزاةُ مــن الـعناءِ…
ويـبـقى كـحلُ عـينها أنـتماءاً…
إلــى جــذر الـمـحبة والـنـقاءِ…
كأنّي في الحنين إلى حماها…
فـصيلٌ يـقتفي صـوت الـحِداءِ…
فـلا الـتوباذُ يغني القلب عنها…
ولا دمــــعٌ يــصــبُّ بــكـربـلاءِ…
فـمنذا يـنصفُ الـمجنونَ فـيها…
ودائــي فـي مـحبتها دوائـي…
عـليك الـقلب يـا بغداد يبكي…
ومــن يـبـكيك أدعــى لـلعزاءِ…
لــقـد عـــزتْ بـواكـينا عـلـيها…
وغصّ الشعر في حرف الرثاءِ…
وعـذرا يـا بـني قـومي فـإني…
أرى بــغــداد أهــــلا لـلـثـنـاءِ…
إذا مـا قـلت بـغدادي فـقوْلي…
بـوسط الـقلب يـدفقَ بـالرجاءِ…
وعــذرا ان بـكـيت بــلا دمـوعٍ…
فـمـا كـل الـدموعِ مـن الـبكاءِ…
____________
سلام جعفر