بــكـاءُ أهــلِ الـعـراقِ الـيـوم أبـكـانا
ومـاجرى فـي ثـرى الـنهرين أدمانا
بــيـن الـمـجوس وبـيـن الــرومِ أمـتـنا
سـالتْ دمـاها وصـارَ الـرّبعُ نـيرانا
فـلـوجةَ الـعـزّ بـعد الـخصبِ جـائعةٌ
أطـفـالها قـد قـضوا ظـلماً وعـدوانا
يــــارُبّ أمٍ تــــرى أولادهــــا جـثـثـاً
وربّ شــهـمٍ بــكـى أهـــلاً وجـيـرانا
وربّ بـيـتٍ مـضى دهـراً عـلى فـرَحٍ
فــأدمــنَ الــيــومَ آلامــــاً وأحــزانــا
أرضَ الـرشيدِ أمـا فـي أهـلنا رشدٌ
يــادارَ جـعـفرَ كــمْ عـانـيتِ خـذلانـا
بـكيتِ حـتى بـكى الـتاريخُ مـافعلتْ
أيـدي الـذي عـادَ بـعد الـذلِّ طـعّانا
وصحتِ حتى لقدْ أسمعتِ معتصماً
فـي القبرِ كم هزّ صوتٌ منكِ أركانا
لــكـنّ مـــن يــدعـونَ الــيـومَ أخـيِـلةٌ
لا بــــــارك الله خــــــوّاراً وخـــوّانــا
يـا سـعدُ عادوا وما في قومنا رجلٌ
مـــن ذا يــؤدبُ يـافـاروقُ سـاسـانا
ربّـاهُ ضـاقتْ بـنا الأرجاءُ وانقطعتْ
كـــل الـحـبالِ عــداك الـيـومَ مـولانـا
………….
سالم الضّوّي